حوار جلالة السلطان قابوس مع صحيفة (كوريري ديلاسيرا) الإيطالية عام 1978 م

جلالة السلطان يتحدث إلى صحيفة (كوريري ديلاسيرا) الإيطالية:


    على العــالــم الحُــر تحـمّل مسؤولياته والحـفاظ على أمـن المنطقــة.
    اليمن الجنوبي أصبح قاعدةً سوفياتية للاعتداء على الصومال الشقيق.

أكّد جلالة السلطان قابوس المعظّم أنَ (عُمان تتمتع اليوم بمزايا الدولة المتقدمة).

وقال جلالته: (إنّ ما أنجزناه خلال السبع سنوات الماضية قد تحقق بفضل الاستفادة الحريصة من مواردنا القومية فضلا عن تصميم الشعب العُماني).

وأضاف جلالته في حديث أدلى به لكبير المراسلين السياسيين في صحيفة "كوريري ديلاسيرا" الإيطالية: (إننا مصممون على الحفاظ على هذا التقدّم، وعلى توسيع نطاق خطتنا الاقتصادية الخمسية فيما يتعلّق بتوسيع قاعدة اقتصادنا بعيدًا عن الاعتماد على البترول).

وأكد جلالة السلطان المعظّم أنّه (لا يمكن الحفاظ على الأمن الشامل والحرية لجميع شعوب منطقة الخليج إلا عن طريق التعاون الوثيق بين دول المنطقة وأنّ هذا الأمن الشامل لا يهم فحسب؛ بل المنطقة بأسرها وهو أيضًا مسؤولية العالم الحر مباشرةً وإذا لم يعترف العالم الحر بهذه الحقيقة فإنّ هناك احتمالا بأنْ تقع الموارد الرئيسية للبترول تحت سيطرة قوى معادية).

وحذَر جلالته من أنّ (الدول القريبة من القرن الإفريقي والمحيط الهندي تواجه خطرًا مباشرًا وأكيدًا يهدد استقلالها من جانب الاتحاد السوفياتي).

وقال جلالة السلطان قابوس: (إنّ الوجود الروسي – الكوبي في القرن الإفريقي باعتباره مسؤولا عن الأعمال الوحشية والاعتداءات البربرية على المواطنين الأبرياء بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ القارة الإفريقية يجب أن تستنكره جميع دول العالم الحر).

وقال جلالته: (من المزعج أن يهمل العالم هذه الأعمال ويسمح بقتل ملايين الأبرياء تحت وطأة هذا الاستعمار الوحشي الجديد).

وأضاف جلالة السلطان: (إنَّ الغرب لا يمكن أن يظل بمعزل عن ما يحدث فيما يتعلّق بالمسؤولية الإنسانية والمصلحة الذاتية).

وأشار جلالته – حفظه الله – إلى أنّ (اليمن الجنوبي أصبح بالفعل قاعدة سوفياتية).

وأعرب عن (أسفه لأن هذه القاعدة تعمل كمصدر أساسي لإمداد القوى الأجنبية المشتركة في قمع الشعب العربي الصومالي الشقيق).

وأكد جلالة القائد (أننا قد حققنا النصر على الشيوعية في ظفار لأن الشعب العُماني قد رفضهم رفضًا قاطعًا، فقد رأى شعب ظفار الذي عانى بمرارة من الاحتلال الشيوعي المصير الذي ينتظره إذا انتصر الشيوعيون بما في ذلك القمع الوحشي للحريات والقضاء عليها والتعرّض للدين ووقف التقدّم الاقتصادي والاجتماعي).
...................
المصادر: ناصر أبو عون – صحفيون في بلاط صاحب الجلالة، محاورات السلطان قابوس مع وسائل الإعلام العربية والأجنبيّة، ص: 197، 198، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع – الأردن – ط 2/ 2015م، وانظر أيضا: جريدة عُمان – الصفحة الأولى والثامنة – العدد 419 – المجلد السادس الثلاثاء 06/06/1978م – غرّة رجب 1398هـ.

تعليق عبر الفيس بوك