"ذاكرة العالم نموذجا" تسلط الضوء على آليات حفظ التراث والوثائق

مسقط - الرؤية

افتُتحت، أمس، الندوة الوطنية حول برنامج التراث الثقافي الوثائقي "برنامج ذاكرة العالم نموذجاً"، التي نظمها البرنامج البحثي الإستراتيجي للتراث الثقافي بمجلس البحث العلمي، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية؛ وذلك بقاعة المحاضرات في مركز التعلم بالمتحف الوطني بحضور الباحثين والمهتمين بالتراث الثقافي وحفظه من مختلف الجهات الحكومية والخاصة والأهلية، على أصالة التراث الثقافي الوثائقي العماني وفرادته.

وشمل حفل الافتتاح -الذي أقيم برعاية محمد بن سليم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، وحضور الدكتورة عائشة الدرمكية مديرة البرنامج الإستراتيجي البحثي للتراث الثقافي بمجلس البحث العلمي- تقديم ورقة العمل الرئيسية للدكتور حميد بن سيف النوفلي من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، حول التراث الوثائقي ودوره في التنمية المستدامة؛ حيث تناولت التعريف بمفهوم التراث الوثائقي من حيث العموم مع تسليط الضوء على تعريف اليونسكو لمفهوم التراث الوثائقي الوارد في أدبياتها؛ لا سيما التعريف المعتمد في برنامج ذاكرة العالم باعتباره القسم المختص في منظمة اليونسكو بالعناية بالتراث الوثائقي للإنسانية.

وكان ناصر الإسماعيلي من البرنامج البحثي الإستراتيجي للتراث الثقافي بمجلس البحث العلمي، قد ألقى كلمة اللجنة المنظمة.. قال فيها: لا حاضر لمن لا ماضي له، مقولة نؤمن بها أشد الإيمان، فالتاريخ هو أهم الحوافز الدافعة للإنسان أن يتقدم وينجز، ومن هذا المنطلق برزت فكرة إنشاء البرنامج الاستراتيجي البحثي للتراث الثقافي، سعيا لإيجاد بيئة بحثية مناسبة، ووضع خطة متكاملة للبحوث والمشروعات لتستفيد منها السلطنة في التنمية المستدامة؛ ذلك لأنَّ ميدان العمل في مجال التراث الثقافي يرتبط ارتباطا وثيقا بالمحيط الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، كما يسعى البرنامج إلى توفير بيئة بحثية محفزة لبحوث التراث الثقافي العماني، وتحقيق التميز البحثي، وبناء السعة البحثية التي تخدم التراث الثقافي العماني.

وشمل برنامج الندوة الوطنية تقديم مجموعة من أوراق العمل المختلفة التي قدمت عناوين متنوعة في مجالات الندوة بصحبة مجموعة من الباحثين العمانيين من عدد الجهات ذات العلاقة؛ وذلك على مدار جلستين، واحتوت الجلسة الأولى على 3 أوراق عمل؛ حيث قدمت عفاف بنت محمد بن سعيد الهلالية رئيسة قسم مجتمع المعلومات باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، ورقة العمل حول التعريف ببرنامج ذاكرة العالم لليونسكو؛ تناولت فيها التعريف ببرنامج ذاكرة العالم لليونسكو الذي أنشئ في العام 1992م لحماية التراث الوثائقي من المخاطر الجسيمة التي تحيط به، بناء على أهداف محدّدة وصريحة جاءت منسجمة مع المبدأ الذي قامت عليه منظمة اليونسكو، وهو "بناء حصون السلام في الذاكرة البشرية"، ومتكاملة مع الإستراتيجيات الخمس التي تعتبر أساس العمل في برنامج ذاكرة العالم.

وقدم الكاتب والباحث منذر بن عوض بن عبدالله المنذري رئيس قسم الوثائق في دار الأوبرا السلطانية مسقط، عضو الفريق الوطني لمتابعة برنامج سجل ذاكرة العالم باليونسكو، ورقة عمل بعنوان "معايير اليونسكو الفنية لإدراج عناصر التراث الوثائقي على سجل ذاكرة العالم لليونسكو"؛ أوضح من خلالها اعتماد منظمة اليونسكو لبرنامج ذاكرة العالم عام 1992م، والتي وضعت معايير صعبة لتقييم الملفات المرشحة من مختلف الدول.

ورقة العمل الثالثة، والتي كانت حول جهود الفريق الوطني لمتابعة أعمال ذاكرة العالم، قدمها الدكتور إبراهيم البلوشي بالنيابة عن الدكتورعبدالله الغافري من جامعة نزوى، رئيس الفريق الوطني لمتابعة برنامج سجل ذاكرة العالم باليونسكو.

وفي جلسة العمل الثانية من الندوة، شارك الدكتور إبراهيم بن حسن بن سليمان البلوشي رئيس قسم البحوث والدراسات بوزارة التراث والثقافة، عضو الفريق الوطني لمتابعة برنامج سجل ذاكرة العالم باليونسكو، بورقة عمل بعنوان "نظرة على المخطوطة العمانية: معدن الأسرار في علم البحار"، وهي أول مخطوطة عمانية مدرجة على سجل ذاكرة العالم، تحدث فيها عن خصائص ومميزات التراث الوثائقي في السلطنة، وقصة ترشيح مخطوطة معدن الأسرار في علم البحار، والتعريف بالمخطوطات الثلاث الأم والموقعة بخط مؤلفها.

تعليق عبر الفيس بوك