شذرات

هيثم إسماعيل - العراق

 

(الأمل)
سيأتي يوما فوق دوامات
الخراب الجماعي الأمل
معلنا عن نفسه دون خوف  
ووجل
ينقل صورته فوق أتربة الزمن
ماسحا كل آثام القرون
وغبار عاد وثمود
وتتر
سينبثق الفجر الجديد
ماسحا فضاء الوجود بريشة
الأمل
وسيتدفق النور في الوديان والغابات
والمدن
ويمسح على وجه البشرية
معلنا النصر
والقدم
***
(لو أمطرت السماء؟)
الرياح تهب ونسيم الصباح
والغيوم المعلقة في السماء
ترسم خيطا أسود,
وهو مازال ينتظر
منذ قرون وصفارة الإنذار
لا تتوقف
فاغرة فاها أشبه بالتنين
تحرق البساتين ,والقرى
البريئة
وهو مازال ينتظر
لا يتزحزح,
لا يتحرك ,
رافعا يديه للسماء ,
ويقول: يا إلهي,سأنتظر حتى لو  
أمطرت السماء؟
وانقشع الغيم!
***
(يكفي !)
للألم صرخة,
 للروح نشوة,
 للحب لوعة,
وللهدوء ضجة,
تسبق الولادة.
***
(صوتها)
صوتها الرقراق لملم الدمع الهجين, وفضح العيون
واستباح الجرح العميق بهمس وأنين
من أعلى برج بابل, هناك,
شاهدت بأم عيني,
دموع رجل حزين,
يصنع منها خبزا عمره مئات السنين
 ***
(من أنت؟)
أرأيت؟
ذلك الذي يتشح بالسواد ثوبه.
لاهث الأنفاس.
جاحظ العينين.
بارز الصدغين.
تصفعه الرياح .
تقصفه الرعود,
 في ساحة القتال, لم يتبق منه سوى
خوذته,
وميل الثواني.
***
(رصاصة)
في فوهة كل بندقية,
رصاصة,
وأغنية,
ترقص على منية الموت,
رقصة الغجر الغريب,
جنود شباب في زفة عرس,
التوابيت المغلقة,
من بعيد تنادي, هل من
مزيد!
***

(زجاج مهشم)
في المقاعد الخلفية,
تكلم الألم.
داخل رأسه  كوبونات متعددة,
استنفذت إلى عشرات القطع المهشمة,
امسك بيديه  روحه الملتوية,
خنق ذاته,تنفس ببطء,استعاد أنفاسه,
شعر بالألم وهو يصحو,كملاك طائر,
تاركا بعضا من كوبونات بقايا الزجاج
المهشم!
محتفظا بجزء من الذاكرة,وكوميديا الغلط,
يجهل حسن التصرف
في
الجحيم!

تعليق عبر الفيس بوك