حوار جلالة السلطان قابوس مع صحيفة (المنار) اللندنية عام 1978م


جلالة السلطان قابوس لصحيفة المنار اللندنية:
    خطتنا الاقتصادية ترتكز على أسس وقواعد سليمة.
    هزمتْ عُمان عدوانًا شيوعيًا وستقاوم أي عدون آخر حتى النهاية.
    العدوان الشيوعي في القرن الإفريقي يُعرِّض البحر الأحمر والخليج لخطر كبير.

أدلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظّم بحديث صحفي لجريدة (المنار اللندنية) تحدث فيه عن القضايا المحلية والخليجية والعربية، وأكد جلالته أنّ (الخطة الخمسية الاقتصادية للسلطنة ترتكز على أسس وقواعد سليمة وتبشر بالنجاح).
وحذَّر جلالته من الخطر المتزايد في القرن الإفريقي والبحر الأحمر ودعا إلى اتخاذ موقف موحد وحازم لمواجهة ذلك الخطر).
وأشاد جلالة السلطان المعظّم بمبادرة الرئيس السادات السلمية ووصفها بأنّها خطوة جريئة وبناءة من أجل تحقيق سلام عادل ودائم.

مشروعات التنمية:
وعن سؤال حول كيفية معالجة السلطنة مشكلة توفير الأموال اللازمة لمشروعات التنمية أجاب جلالته – حفظه الله – قائلا: (لقد قدّمتْ بعض الدول الشقيقة العون لإعادة تأهيل وتطوير المنطقة الجنوبية بعد أن انتهت الحرب هناك ولا يسعنا إلا أن تقدّم بالشكر الجزيل لهذه الدول على ما قدمته لنا من مساعدات إذ كان علينا أن ننجز الكثير من الأعمال لمساعدة أبناء شعبنا في المنطقة الجنوبية الذين ذاقوا الأمَرّين على يد العدو غير أنَّ عُمان يجب عليها أيضًا أن تعتمد على نفسها لذلك فإنّ خطتنا الخمسية التي وُضِعَتْ من أجل صياغة مستقبل بنياننا الاقتصادي على أسس وقواعد سليمة ترتكز على سياسة تستهدف إلى تنويع واستغلال مواردنا الطبيعية علاوة على النفط استغلالا كاملا)..
وأضاف جلالته: (إنَّ هذه الخطة تبشر بالنجاح لكن مازال أمامنا الكثير من العمل الآن وبعد أن انتهت معركة الحرب فإنّ علينا أن نخوض معركة أخرى لا تقلّ أهمية لبلدنا ألا وهي الحفاظ على الإنجازات التي حققناها ولا نزال والتي أدت إلى رفع مستوى المعيشة لكل مواطن عُماني).

البحر الأحمر:
 وعن الوضع في البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي
قال جلالته: (إنَّ الأحداث الجارية في البحر الأحمر والقرن الإفريقي حيث تشهد أكثر أشكال العدوان الاستعماري الشيوعي شراسةً وفظاعةً لابد وأن تثير القلق ليس فقط لدى دول المنطقة بل دول العالم الحر أيضًا فإذا لم يتخذ موقف موحد وحازم ضد هذه القوى الشريرة فإنّ الخطر المتزايد على هذه المنطقة قد يؤدي في النهاية إلى خسارة أو فقدان النفط العربي وبالتالي استعباد الملايين من الشعوب الحرة والقضاء على ديننا الإسلامي الحنيف).
وأضاف: (لقد هزمَتْ عُمان عدونًا شيوعيًا على حريتها وستقاوم أي عدوان آخر حتى النهاية).

نضال الصومال:
وعن الحرب الأخيرة في منطقة الصومال الغربي
قال جلالة السلطان المعظم: (إنّ الحرب بين الصومال وأثيوبيا والتي كانت أصلا نضالا خاضه الشعب الصومالي العربي للتحرر من الحكم الأثيوبي أتاحت الفرصة للدول الشيوعية للتدخل سعيًا وراء تحقيق مطامعها الاستعمارية فقد أرسلت كميات هائلة من الأسلحة الحربية الحديثة على اختلاف أنواعها إلى أثيوبيا وهناك الآن قوات كوبية وروسية ويمنية جنوبية تقاتل إلى جانب القوات الأثيوبية ضد القوات الصومالية).
 ودعا جلالته العالم الحر إلى (اتخاذ إجراء حازم ضد هذا العدوان المكشوف الذي من شأنه أن يعرِّض الدول الإفريقية ومنطقة البحر الأحمر والخليج إلى خطر كبير من عِدَّة جهات جنوبًا عبر إفريقيا وجنوبًا أيضًا عبر المحيط الهندي بهدف الحصول على قواعد عسكرية هناك وفي منطقة الخليج بالذات.

مبادرة الرئيس السادات:
وعن مشكلة الشرق الأوسط ومبادرة الرئيس المصري أنور السادات
 قال جلالته – حفظه الله -: (إنّ عُمان كانت من أوائل الدول التي أيدت مبادرة الرئيس السادات التي أعتبرها، ولا أزال أعتبرها خطوة جريئة وبنّاءة من أجل تحقيق سلام عادل ودائم وإنني أعتقد أنَّ هذه الجهود يجب أن تواصل وأن تحظى بتأييد جميع الرجال أصحاب النوايا الطيبة على الرغم من العدوان الإسرائيلي الأخير على جنوب لبنان الذي نددت به كل دول العالم).
...................................
المصادر: ناصر أبو عون – صحفيون في بلاط صاحب الجلالة، محاورات السلطان قابوس مع وسائل الإعلام العربية والأجنبيّة، ص: 194، 195، 196، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع – الأردن – ط 2/ 2015م، وانظر أيضا: جريدة عُمان – الصفحة الأولى - السنة السادسة – العدد 409 – المجلد السادس - الثلاثاء 02/05/1978م– 25 من جمادى الأولى 1398هـ.

تعليق عبر الفيس بوك