اللهم احفظ لنا جلالة السلطان

مدرين المكتوميّة

أسبوعان عمانيان كانا بطعم الفرح والبهجة، تسمرت فيهما أعين المشاهدين أمام شاشات التلفاز؛ تتابع وتتطلع بمحبة وشغف وود كبير لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وهو يستقبل الأسبوع الماضي فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ودولة ناريندرا مودي رئيس الوزراء بجمهورية الهند هذا الأسبوع أيضًا..

هما طلتان تعنيان الكثير للعُمانيين، ترويان عطش وأشواق القلوب التي كانت تهفو لرؤية صاحب الجلالة المفدى وهو يبتسم محيياً ضيوفه الكرام بأسلوب الضيافة العُمانية.. ابتسم جلالته للضيوف ولمن حوله فابتسم معه كل الشعب بملء روحه السامية وقلبه الكبير..

تلك الزيارات والاستقبالات لضيوف البلاد تجسيد لرؤية جلالته الاستشرافية، وحصافته السياسية في أن تكون عمان لاعبا إقليميا يقي المنطقة شرور التشرذم والانقسام، ومواصلة لنهج عمان في نزع فتيل الشقاق عن شعوب المنطقة، وتأكيد على حرص عمان على أصدقائها ومد الصداقات واليد بالترحاب والمودة لكل الشعوب.. وأن تكون عمان قبلة تهوي إليها أفئدة محبي السلام وصانعيه وطالبيه في العالم.

نعلم جيدًا أنّه حيث حلّ جلالته حلّ السلام معه.. وأينما كان؛ كان الأمان حاضرًا، وستظل عمان المضيافة واحة سلام تحظى بقبول جميع الأطراف والمشارب، من كل الاتجاهات؛ يمينية أو يسارية، فالمرتكز الأسمى في سياستنا الخارجية أنّنا دولة ذات مصداقية تقف على مسافة واحدة من الجميع، وفق سياسة حكيمة وضع لبناتها وملامحها الأساسية الدبلوماسي الأول حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بأسلوب حصيف حكيم؛ يجعلنا نفاخر دوما بأنّ أرض الغبيراء الولودة دومًا لو لم تنجب سوى جلالة السلطان لكفاها ذلك فخرًا وعزة إلى يوم يبعثون. لذا نقف وسنقف كل يوم وكل لحظة وحين مرددين بكل فخر واعتزاز "يعيش جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم"، وستظل قلوبنا تنبض بالحب الصادق لجلالته كأب رحيم كريم قبل أن يكون قائدا حصيفا ونبراسًا يحتذى به دوما في كل شيء.

أؤمن تماما أنّ الصدق هو أعلى مراتب الإنسانية، وبه يمكن أن تحيا الشعوب وتنعم بالسلام، وأنّ الذين تركوا فراغا كبيرا بينهم وبين الصدق تباعد عنهم الأمان والسلام أميالا.. الصدق ليس في التعامل فقط والوعود بل يكون حتى في النوايا، وأصحاب النوايا الحسنة كجلالته دائمًا ما تقف إلى جانبهم الحكمة في التصرف لأنّه صادق فيما يسر ويعلن.. ولا نملك إزاء هذا إلا أن نقابله حبا بحب.. وفاء بوفاء.. صدقا بصدق.. نصدقه الدعاء كما صدقنا العطاء والتفاني من أجل بناء عمان.. وندعو له دوما من قلوب صادقة فدعاء المرء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب مستجاب، وهذه سنة حسنة درج عليها الأنبياء والصالحون، فهم يحبون لإخوانهم المؤمنين الخير، ونحن نحب سلطاننا ونخلص له العمل من بعد الله، ونبادله الإخلاص مثلما أخلص لنا منذ عهد النهضة المباركة، وأوفى بوعده معنا بأن تكون عمان دولة يشار إليها بالبنان وفي مقدمة ركب الدول، أصالة ومعاصرة.

أرفع يدي متضرعة للمولى عزّ وجل أن يحفظه ويرعاه ويكلأه بعينه التي لا تنام وأن يهيل عليه أنعم الصحة والعافية.. ولن يكون دعائي هذا أول دعاء ولا الأخير.. فكل يوم ترفع أكف الصالحين والأمهات والشيب والشباب من عمان وخارجها، تتضرع لله صبحا وعشيا بأن يحفظ رجل عمان الأول.. الرجل الذي جاء ليجعلنا نثق بأن مستقبل عمان الذي أسس أركانه وشيد دعائمه سيكون مشرقا بإذن الله، محروسا برعاية الله ثم بحكمة جلالته التي أرست دعائم تضمن لعمان السير في مدارج التقدم والنماء.

أكف أطفالنا الصغار في المدارس وشبابنا في الجامعات ومرافق العمل في الحضر والصحاري.. في البر والبحر.. في الأسواق والمساجد.. في كل مكان في أرض عمان؛ الجميع يلهج بالدعاء الصادق بأن يعيد علينا المولى القدير إطلالات جلالته أعواما مديدة وسنين عديدة.. اللهم احفظ لنا جلالة السلطان، واشدد به أزرنا، فنحن نحبه، ونقدم له أعمارنا الباقية فداء لروحه، ونحن خلفه ماضون لا شقاق ولا فتن...

نعاهدك سيدي السلطان بالحفاظ على مكاسب وإرث البلاد متمسكين بقيمنا النبيلة ومبادئنا التي وضعت نهجها والتي جعلت "العماني" بين شعوب العالم مختلفا واستثنائيا بما يحمله في جوانبه من تسامح وحب للخير وترفُّعٍ عن كل ما يشين.. أبقاك الله سيدي قابوس بن سعيد المفدى وأيدك بنصره المؤزر وجعلك ذخرا للوطن.. رسول محبة وسلام للبشرية جمعاء..

 

madreen@alroya.info