نحنُ عاشقانِ مُنتصفانِ

نسرين أحمد - دمشق

 

نحنُ عاشقانِ مُنتصفانِ تماماً

نصفُ النَعيمِ مِني غارقٌ بِجحيمك

ونصفُ الجحيمِ منكِ غارقٌ بِنعيمي

كَيفما يُملي عليَّ جُنوني دَعيني أعبثُ بقلبك

على النبضِ لا تكوني حريصةً

أمامَ راقصٍ كالماء

يتسربلُ في عروقكِ بِخفةٍ

يُجيدُ عكسَ الاتجاهات

وقلبَ الموازين

القادرِ على ألّا يكون إلّا رجلاً

يُلغي ما قبلهُ وما بَعده

أرغبُني بكِ

ممسوسٌ حدَّ الالتحام

أرغبُكِ بي

موبوءةٌ حدَّ الهلاك

إلى الحدِّ الذي بهِ أنْ أسيرَ بروحي

داخلَ هذا الجَسد النَحيل

عاشقانِ مُغرمانِ بالانتصارات والهزائمِ العاجية

يعني أنَّ

هزيمتَكِ أمامي هزيمةٌ لي

وهزيمتي أمامكِ هزيمةٌ لكِ

فالانتصارات في قانونِ رجلٍ وأنثى

كـ أنا وأنتِ

هزائمُ لذيذة

يومَ أفشيتَ ما في سركَ

أضمرتُ أنا بيني وبيني

أعرفُ جيداً

ماذا يعني أنْ يَخلقني الله مائلةً من استقامتك

غارقةً في غطرسةِ العِوج

حتى تأتيَ أنت

الرجلُ الصالح على نهجِ استقامة

ولأنني أنثى تهوى المُعجزات

بِسَجيَّتي المُنتصبة

أحببتكَ أنت

وبتلكَ الهَالة التي لطالما أحببت

كلُّ إمرأةٍ لامتني بكَ

ستدفع ثمنَ لومها

كما دفعتْ كل إمرأةٍ لامتْ إمرأةَ العزيز

بِإدماءِ يَديّها بيدِها

كلُّ امرأةٍ لامتني بكَ

ستعضُّ أصابعَ الندامةِ على جُبِّ حظِها الغابِر

وتجترَّ مرارةَ الغصّة

عندما أفتحُ لهنَّ قلبي

أخُرجكَ ملاكَ عشقٍ

وأشيرُ إليك

هذا الذي لُمتنني فيه.

تعليق عبر الفيس بوك