الهروب إلى الأمام

 

 

عائض الأحمد

لدينا شعور دائم بأنَّ التنصل من مسؤولياتنا هو طوق النجاة، حتى أصبح ذلك جزءًا من ثقافتنا وهربًا للأمان المؤقت الذي يجر بعده ويلات العتب وتقاذف المسؤولية من شخص لآخر، علمًا بأنه لو تحلى أحدنا بشجاعة القول والعمل لما وصلنا إلى هذه النتيجة . كبيرنا وصغيرنا نعلمه دون أن نشعر بأن يحمي نفسه دون النظر إلى ماهيه هذه الحماية هل هي في مصلحة الجميع أم مصلحة شخصية نتائجها تأكل الأخضر واليابس.

ثم نلوم بعضنا بعضاً ثم نلقي التهم جزافاً هنا وهناك وكأننا دمى لم يكن لدينا فكر أو ردة فعل مباشرة لما نحن فيه، نبحث دائمًا عن أعذار ومبررات وعوائق جعلتنا نقف ننتظر مصيرنا بين الأمم وكأننا نقول لهم نحن الطريق لمن يُريد العبور. ثم نولول وكأن العالم يتآمر علينا ولا يُريدنا ليس لشيء ولكن لما نملك من أنظمة وشركات وعقول فذة قادرة على منافستهم!

قد نكون يوماً في مصاف هذه الدول ولكن قبل ذلك علينا أن نصفي عقولنا وأفكارنا مما لحق بها. سلوك الأفراد تحول إلى طريقة عمل عام، فنجد أن المؤسسات تلقي باللوم على مؤسسات أخرى، وهذه الأخرى لا تجد حرجاً في أن تتهم مثيلاتها بأنهم السبب الأول وقد تم محادثتهم، ولكن... لم... ولم... ولم... والنتيجة أن هناك إنسانا مسكينا أثناء مروره بالقرب من جلسة الاستماع قطع الحديث أثناء صراخه لوقوعه في إحدى الحفر بالقرب من الجهة المعنية بصيانة الطرق، وتدور النقاشات العميقة حول تلك الحفرة اللعينة التي ابتلعت الشخص، بينما يجزم البعض أنها مكيدة ومؤامرة خارجية وقعت فيها هذه الجهة.. وسلامة فهمكم.

 

ومضة:

ليس بالضرورة أن تفهم كل شيء ولكن عليك أن تفهم ما أنت عليه الآن.

 

 

** كاتب سعودي

 

تعليق عبر الفيس بوك