الاستنساخ البشري

 

د. محمد الياس سعد الدين

 

في عام 1950، كانت فكرة استنساخ الدماغ البشري بمثابة حلم، أمّا اليوم في عام 2018، نرى أنّ التعلم العميق يخلق الإثارة؛ فالآلات تعرف الكثير من المعلومات وتعالجها وتحللها وتتعلم من تلقاء نفسها.

نحن الآن في عالم تحكمه البيانات. في عام ٢٠١٨، "البيانات" أصبحت "كبيرة أكثر وأكثر" كما أننا نشهد انفجارا حقيقيا في قدرات الذكاء الاصطناعي. وفي مختلف التخصصات مثل: جوجل، فيسبوك، أمازون، وأبل...

إنّ المستقبل في تطور واستعمال هذه البيانات. هناك سباق حقيقي لاقتناء المعرفة. ولعل أكبر دليل على ذلك المبالغ الهائلة التي يتم استثمارها في هذا المجال.

الذكاء الاصطناعي هو الذكاء الذي تستخدمه الآلات والأجهزة والبرمجيات لحل المشاكل بشكل مستقل. هو تقليد قدرة التفكير لدى الإنسان.

إن الآراء حول الذكاء الاصطناعي تنقسم بشدة. لا أحد يعلم إلى أي مدى ستصل قدرة ذكاء أجهزة الكمبيوتر. ماذا سيحدث عندما تبدأ أجهزة الكمبيوتر في تحسين نفسها؟ هل ستخرج الأجهزة الذكية عن السيطرة البشرية؟ أم أنّها ستبقى تحت سيطرة الإنسان؟

يبدو الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا ذات معضلات كثيرة في الوقت الحاضر؛ كما أنه يجب ألا تغيب عن بالنا القضايا الأخلاقية والقانونية.

ما هو الذكاء الاصطناعي بالضبط؟

 

إنّه ذلك العلم الذي يحاول محاكاة عقل الإنسان. هو الأجهزة التي تستجيب للبيانات والإشارات من حولها، واتخاذ قرارات مستقلة على أساس ذلك. هي ليست قوة الحوسبة، بل القدرة على التعلم واتخاذ القرارات بشكل مستقل.

بمعنى آخر أنّ الأجهزة لن تكون على بينة مسبقة حول المهام التي سوف تؤديها.

بل سيكون ذلك باتباع الخوارزميات والتعرّف على الأنماط. من خلال التعلم من الأخطاء، لتحقيق نتيجة أفضل.

مثال على ذلك، الروبوتات التي تقوم بقراءة الإشارات والتعابير الشكلية، مثل تعبير الوجه وغيره؛ هذه الأجهزة تسمى الروبوتات المشابهة للبشر.

الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون له فوائد كبيرة للبشرية. في مجالات كثيرة كالتعرف على الكلام والصورة والأنماط، وأنظمة الإدارة الذاتية، وآلات الترجمة، وتشغيل الروبوتات وغير ذلك.

في الرعاية الصحية أيضا. يمكن للكمبيوتر الذكي أن يدرك ويتعرف على التغيرات والتشوهات الصغيرة بدقة أكبر بكثير من طبيب الجسد والدم. ويمكنه أيضا القيام بعمليات معقدة للغاية بلا كلل.

ومن الأمثلة العملية على ذلك:

تستخدم غوغل خوارزميات ذكية للحصول على ما يتناسب مع نتائج البحث، وإمكانية تلبية احتياجاتك.

في الصناعة الذكية العديد من المصانع الحديثة تستعين بالروبوتات في المصانع.

في تطور ألعاب الفيديو هناك الكثير من الأمثلة التي تستعمل الشخصيات الافتراضية.

وفي مجال آخر هو التحكّم الذاتي للسيّارة، عدة شركات مثل جوجل، ومرسيدس وغيرها يجرون العديد من الاختبارات على السيّارات ذاتية القيادة.

وفي التطبيقات على الهواتف الذكيّة، مثل سيري، جوجل، والفيسبوك...

على نطاق آخر عندما يستعمل المزيج بين الدردشة والروبوت. التي يتم استخدامها على سبيل المثال في خدمة العملاء عبر المواقع، كأداة تعليمية أو للترفيه. والألعاب التي تساعد الأطفال على التعلم.

في نهاية المطاف لا تزال لدى الروبوتات مشكلة مع الأخطاء الإملائية، وهي لن تفهم دائما المدخلات المعقدة خصوصًا في التعامل مع اللهجات المختلفة.

أمّا بالنسبة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة والذي نعتبره من أهم الاستخدامات لقدرته على حل مشاكل كثيرة خصوصا لدى المسنين والذين يعانون من أمراض مزمنة والأشخاص الذين يفقدون أحد أعضاء الجسم.

 فإنّ للذكاء الاصطناعي القدرة على تعلم بعض الأوامر التي تأتي من الجهاز العصبي أو من الصوت، الصورة والحركة وترجمتها لتحرك كرسي المقعدين أو التحكم باليد الاصطناعية أو تحويل الحركة للكف الاصطناعي المتحدث لكلمات معينة أو تنبيه المريض لتناول الدواء المناسب في الأوقات المناسبة وغير ذلك من المساعدات التي يحتاجون إليها، وكل ذلك يمكن أن يكون بأسعار جيّدة لاعتمادها على نظام الحوسبة الذكية ومن دون إجراء عمليات جراحية للذين يعانون نقصا في أحد أعضاء الجسم.

تعليق عبر الفيس بوك