تحذيرات من التدخل الحكومي

الأندية تصعد "أزمة المستحقات" مع "اتحاد القدم" وتلوح بإيقاف عجلة الدوري

الرؤية - وليد الخفيف

يبدو أن الكرة العمانية على مشارف أزمة جديدة بعدما انتهت حالة والوفاق والانسجام بين عدد من الأندية من جهة ومجلس إدارة اتحاد كرة القدم من جهة أخرى، فالأجواء باتت متوترة تحت وطأة مطالبات متجددة من قبل الأندية بالحصول على مستحقاتها المالية المتأخرة لدى اتحاد الكرة بحسب ما صرح به رئيس نادي الشباب، بيد أنّ الاتحاد بادر بضربة استباقية عزى خلالها تأخر السداد إلى المديونيات المرحلة له من مجلس الإدارة السابق، مشيرا في مناسبات عدة إلى أن المديونيات تعد حجر عثرة أمام طموح التطور.

واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي  بين مؤيد ومعارض حول تغريدة تفيد بحصول شركة تجارية على حكم قضائي يلزم اتحاد كرة القدم الحالي بسداد مبلغ 80 ألف ريال عماني، وأنّ القضية وغيرها مرحلة من المجلس السابق، بيد أن توقيت كشف القضية  أو بالأحرى تسريبها للإعلام كان محل جدل كبير.

وكشف رئيس نادي الشباب في تصريحات إعلامية توجه عدد من الأندية لإيقاف عجلة دوري عمانتل، وأبدى معارضته لنقل المباريات تلفزيونيا لعدم حصول الأندية على حقوق البث، وحذّر من التدخل الحكومي في عمل الأندية واتحاد كرة القدم بعدما نما لعلمه أنّ الوزارة ستتولى ملف المستحقات المالية المتأخرة وإمكانية سدادها من قيم الدعم الحكومي السنوي.

البلوشي وجّه سؤالاً لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم حول سبب تأخر الاتحاد في سداد المستحقات المالية للأندية، رغم علم الأخير بحاجة الأندية الملحة للدعم من أجل توجيهه إلى بنود صرف تفي باستمرار اللعبة.

وألمح البلوشي إلى توجه الأندية لعقد اجتماع اليوم الأحد عقب تكريم وزارة الشؤون الرياضية للمنتخب الوطني المتوج بلقب خليجي 23، لافتا إلى ضرورة أن يرد الاتحاد بمبررات مقنعة خلال اجتماع الجمعية العمومية العادي القادم.

ووصف البلوشي الأوضاع المالية في الأندية بالصعبة، معارضا فكرة وصول المشكلات العالقة في الأندية او الاتحاد إلى وزارة الشؤون الرياضية لمخالفة الأمر للوائح ونظم الفيفا على حد قوله.

ويرى أنه من الأفضل أن تحل القضايا التي أطرافها اللاعب والنادي والاتحاد عبر الأطر المعمول بها في رابطة المحترفين ومن خلال لجانها المختصة.

وكشف أن المستحقات المالية لنادي الشباب لامست الـ 50 ألف ريال عماني، مشيرا إلى أن للنادي مستحقات من الموسم الماضي أثناء المشاركة في الكأس الغالية.

ودعا الاتحاد لضرورة سداد مستحقات الأندية بشكل شهري ليمكنها من سداد مستحقات اللاعبين والأجهزة الفنية، وختم قائلا " هناك خلط في الموازنات، فتوجيه موازنات أندية دوري عمانتل نحو المنتخبات الوطنية يحول دون وصول الدعم في موعده".

في المقابل نفى المهندس محسن المسروري النائب الأول لرئيس اتحاد كرة القدم صحة ما جاء على لسان رئيس الشباب، مشيرا إلى اتفاق سابق بين اتحاد الكرة والأندية يفيد بصرف المستحقات المالية عقب نهاية كل دور، موضحا أن الاتحاد بصدد صرف تلك المستحقات الأسبوع القادم وأن نفس الأسلوب سيطبق مع نهاية الدور الثاني الذي يختم في شهر مايو.

وكشف المسروري حجم التحديات الكبيرة التي يواجهها الاتحاد متمثلة في المديونية المرحلة من المجلس السابق والتي بلغت 2 مليون وثمانمائة ألف ريال، لافتا إلى أن المجلس نجح في تقليص جانب من المديونية متطلعا لسدادها بالكامل مع نهاية السنة المالية القادمة.

وأبدى المسروي لـ "الرؤية" عدم انزعاجه من تحركات الأندية واصفا تلك التحركات بالمشروعة، وأنه من حق الأندية مناقشة كافة الأمور في اجتماع الجمعية العمومية القادم.

ونفى المسروري ما وصفه البلوشي بالتدخل الحكومي في عمل الأندية واتحاد كرة القدم، مضيفا بالقول "لا يوجد أي شكل من أشكال التدخل الحكومي، ومتابعة الوزارة للأندية يعد من صميم عملها باعتبار أن كل الأندية تنضوي ماليا وإداريا تحت مظلة الوزارة.

وألمح المسروري لإمكانية التعامل بشكل مختلف مع ملف المستحقات المالية المتأخرة للاعبين والأجهزة الفنية لدى أنديتهم بما يتفق والنظم واللوائح المعمول بها في الاتحاد الدولي، فربما تطبق لائحة خصم النقاط وعدم السماح بتسجيل لاعبين جدد، وصولا للهبوط للدرجة الأدنى.

وفي سياق متصل أفادت مصادر لـ "الرؤية" أن أندية دوري عمانتل لم تتسلم 65% من إجمالي المستحقات المالية المستحقة من الموسم الماضي تزامنا مع عدم تسلمها مستحقات الموسم الجاري، ولفت المصدر القريب من أسوار أحد الأندية الشهيرة المعاناة الكبيرة التي تعيشها الأندية تزامنا مع غياب المساعي الحقيقة لإيجاد حلول ناجعة للقضية محل النقاش.

وشهدت ساحة الإعلام الرياضي تراشقا بين مؤيد ومعارض للقضية المتداولة، فهناك من يرى أن الاتحاد قام بتسريب خبر القضية التي تلزم بسداد مبلغ الـ 80 ألف ريال في هذا التوقيت كضربة استباقية لإجهاض مساعي الأندية في الحصول على مستحقاتها في التوقيتات المحددة، وتحقيق الاستفادة القصوى من ملف المديونية السابقة واعتبارها طوق نجاة للخلاص من المطالبات المتأخرة، وهناك طرف آخر يدافع عن موقف اتحاد الكرة معددا إنجازاته مشددا على حجم التحديات التي نجح في تجاوزها مشيدا بتقليص جانب كبير من المديونيّة المرحلة من المجلس السابق.

    

تعليق عبر الفيس بوك