أنا العاجزة عن وصفك

وفاء سالم – سلطنة عُمان


(١)
وأبحث عنك من بين أشيائي..
أحتسي قهوتي على مهل علَّك تكملها..
أمتطي حروف الوجد وأزرع حولها هوسي..
أرتدي معطف عشقي وأتعطر بأنفاسك..
هكذا أكون في حضرة الغياب..

(٢)
في الحلم تضيع بوصلة الطريق..
الفراشات تتخذ دور الراوي..
نبتعد قليلاً..
تتخاصم الفراشات..
نقترب تشتعل الطرقات..
في الحلم..
تبقى على فكرة أنك بيت قصيد..
تتبعثر..
تتحد الفراشات لحماية بعثرتك..

(٣)
خطيئة..
في بلاد العرب حبي لك خطيئة..
عشقي.. شغفي، جنوني..خطيئة..
مضاجعة الذكريات..
رسم الأحلام أكبر خطيئة..
أن تستلقي على ظهر قلبك وتهمس لروحك "أحبك"
فجور ورذيلة..
لكن أن تعشق في العتمة..
فأنت محصن من الخطيئة..

(٤)
أنتشر على جسد قلبك..
كماء الزهر..
كزهرة النارنج في حوض بيتنا..
كحبات الرطب على ساقية حديقتنا..
وأنا أعلم أنك تمضي بنصف جنونك..
وأعرف أن الحب لغتك الصعبة..
وأنا صمتك أقسى المعادلات على قلبك..
وأن كلانا نبحث عن كلانا..
وكلانا تائهة في بحر الآخر..
وكلانا ضائع دون الآخر

(٥)
‏كيف أكتب لرجلٍ لا أعرف بأي لغات العالم يُمسك عقب سجائره ويُتلف ما تبقى منها؟
‏كيف أُشكله في حروف اللغة دون قلق  من أن أُنقصه حقه؟!..
‏كيف أصفه وأنا من تفشل في وصف كل ما يلتصق بجلدة الوصف لديها؟
‏وأهمس للسواد في حضرته أن خذ بيد النور قليلًا كي يظهر جمالك له..
‏وأمد يدي لعطر الوقت لأفتح له النوافذ الموصدة كي يتمدد عبرها بشغف؟!..
‏كيف لي كل ذلك؟!..
‏كيف أطلب منه أن يُشاكس أُنوثتي وهو مقبلٌ صوبي بباقة عطرة مُرفقة بهدايا باذخة وكأنه يبعثها لأميرة عربية!..
‏وأخبره بأن هذه الأُنثى تسكنها شقاوة طفلة رزينة تعشق الشوكلا الداكنة
‏وتلعق بفوضى الشوكلا السائلة العالقة بين أصابعها..
‏وتعبث بخصلات شعرها حين يئزها الحنين أو يربكها التعبير؟..
‏كيف أتلصص كغادة السمان عليك بحثًا عن أنثى مرت على شارع نبضك
‏وأدعو كـ"بنت المستكفي" أن يحفظك الله في عيني حتى يوم يبعثون..
‏وأمسك الريشة كـ "ليوناردو" لأضم تفاصيلك في لوحة خالدة..
‏كيف أضعك كنوتة موسيقية تنسكب بعذوبة حادة على مسمع القلب كـ"عمر خيرت"
‏وأشُكل من ضحكاتك عقدًا يثير دهشة العالمين كـ"داماس"
‏وأخذ من عطر أنفاسك بَخّة كـ"عطرٍ جادور"
‏كيف أبقيك كلون الشفاه القاتم على شفتي كأحمر الشفاه من "جوتشي"
‏وأمد سوادك فوق جفني كـ"قلم ريميل"
‏وأحتفظ بك في معصم قلبي كساعة من "لويس فيتون"
‏كيفك أصفك قل لي وأنا العاجزة عن وصفك كما ينبغي للوصفِ أن يكون؟

تعليق عبر الفيس بوك