طفلٌ في ليلةِ العيدِ

...
...

أحمد بن هلال العبري – سلطنة عمان

 

(وقف ممسكا بقضبان نافذة حجرته ينتظر عودة والده)
أبتاه
لاح العيد
غدا سينطلق الرفاق
هذي الشوارع
تكتسي حللا
وترتسم ابتسامات
بشفاه جيراني
وأنا هنا
والقلب ضاق
قضبان نافذتي
في كل صوب
كم تشد بي الوثاق
أبتاه
والأطفال قد ناموا
وثوب العيد يملؤهم سعادة
وأنا هنا
رأسي
وليس له وسادة
النوم ليس له مذاق
****
أبتاه
والذكرى تلوح
أمام عيني كل حين
ووضعت رأسي
في حمى صدر حنون
هي آخر الذكرى
فهل للعيد
يا أبتاه
أن يأتي
بلا صدر حنون
****
في الليل
عمق الليل
أتى
وأشاح عن وجه حقود
متلثما
سحب الحنان
مضى يبعثر كل ألعابي
هداياك الجميلة
صورة الميلاد
حافظة النقود
سحبوك في الكابوس
قبل العيد
لم تحمل يداك
سوى القيود
****
أبتاه
حدثني عن القضبان
هل جمدت
كنافذتي
غدا في العيد
هل سترى طلوع الشمس
قدر الرمح
حين يكبر الإمام
تجمد كل أوردتي
هنا سيلوح"عيود"
وفيه عليّ أن أفرح
وان أشري من الألعاب
أن أمرح
ولكن هذه القضبان
يا أبتاه تمنعني
سأبقى ها هنا أبتاه
لن أبرح
فقلبي اليوم أضحيتي
****
دموعي…
لا تخف
إني
حفظت لها
مناديلا
أتذكرها
بنصف الليل
إذ تركع
سأحفظها
أيا أبتاه
أرمي كل ألعابي
سأحفظها مبللة
وأحضن هذه القضبان
أو ترجع

تعليق عبر الفيس بوك