على بوابة السنة الجديدة


  محمد أبو عبد الله – السعودية

 

تمرين ..
في الزمكان
ولا شيءَ قبلك
لا شيء بعدك

كأن لذاكرتي قدرةً
تستطيع بها أن تهبَّ على حلكة الوعي
والوقت يشرب نخب الحكايةِ
منتظراً عودةَ الأمسِ في كبرياء المكانْ

أحاولُ أن أستردَّ الصدى المتردد بيني وبينك
ألبسُ وجه الصباحِ
وأصنع من ضحكة الضوءِ باقةَ شوقٍ
تناسب عينيك حين تفران مني على خجلٍ
وأراهن حدسَ المسافة
حتى أشتتَ أي احتمال يريح الرهانْ

تحديتُ ثوب السنين لأجلك
واحتال عمري على لون حريتي
واخترعت ببعض ابتساماتك الضيقات
لإحساسيَ المجنون أجمل ما تشتهيه القيودْ

لماذا تماسكَ موج اندفاعك عني
وما عاد صوتي يرتب فيك التفات المرايا
ولا يستعيد انتباه الورودْ

أموت ..
وأدري بأني أسابق كل ذنوبي
أسابقُ همسَ الوميضِ
وأركض بين افتتان وعودِ الجهاتِ إليك
فهل ينفعُ الركض
إن ضاع بين زحام الوعودْ

يحق لعينيك هذا التأمل، لكن ..
لديَّ إذا قلتُ: إني أحبك
ما يعجزُ الحبُ عنه!
وما لا تطيق المقاييس أن تتبناهُ مثلي
وأعطيتُ دونَ سواي من العشقِ
ما لا زمانَ لهُ في الزمانِ
وما لا وجودَ لهُ في الوجودْ

أموتُ ..
أخبّئُ عنك اعترافي
فتقتلني ضجة الصمتِ فيَّ
إذا ما لمحتكِ تستدرجين ابتعادي عنك
فأدركُ أني أضعتُ خطاي
وأن اندفاعي إليك يعودْ

أحبك ..
أهربُ منك ..
وأبحث عنكِ ..
أخاف عليك من الضوءِ
من بحةِ الضعفِ
من حشرجات الظلامِ
فكيف أنازعُ هذا التناقض حين تمرين كالحلمِ
كيف أقيم هذا الحضور/ الغيابْ

وكيف ترى سيعاملني البحر
إن جئتُ وحدي إليه
أفتشُّ عما تساقط من جيب تشرين
هل تستفزُّ التناهيد فيهِ انتباهاً
يليق بهذا العذابْ

أجرُّ خطايَ إليه
وما أثقل المشي دونك ..
حين تضيق المسافة بيني وبينهُ
يتسع الموتُ فيَّ
وألفُ سؤالٍ تحيَّن
لكنني لستُ أحمل أيَّ جوابْ

أيفهمني البحرُ حين أحدث نفسي
إذا ما اقتربت لأغرفَ منهُ
وفي الذكرياتِ لديه من الرفض ما يعتريني
فآخر لحظة همسٍ همستُ لقلبك
كان يلاحظ رعشة روحي
وكنت غرفت حنينيَ منه
لأغسل عن قدميك الترابْ

وحيدٌ أنا الآن أبحثُ عنك .. وعني
ويغمى على رئتيَّ إذا ما التفتُ إلى قامةِ الجسرِ
أسمع صوتكِ يخبرني
أن هذي المدينة أقربُ ما تستطيع المسافةُ أن تتجاهل شيئًا من الغربةِ المستفيقةِ بيني وبينك
لا زلتُ أذكرُ كيفَ أقاومُ فوضى انشغالي عنك
أفكر كيف أحرِّضُ عاطفة الجسرِ
حتى تغيبَ الحدود
وأفتحَ للعذرِ سيدتي ألف باب

مريضٌ بصوتك
أقرأ وحدي على القدر المرِّ موتي
ولا يأبه الرمل بي حين أسقطُ
والشاطئُ الكان يصغي إلينا
يشيحُ بأنفاسه المستباحةِ عني
أعودُ مليئًا بلون الفراغِ
ووحدي معي
يتجاهلني الموج
أرحل دونك .. دوني
وأتركُ خلفي ملامح روحي تضيعُ
فلا شيءَ دونك يكفي لأفهم نفسي
وأكشفَ عن ظمأ الروح هذا السرابْ

تعليق عبر الفيس بوك