تقلبات وأزمات مالية تصبغ عام 2017 .. والأوضاع الاقتصادية تتقلب على وقع التوترات الجيوسياسية

الرؤية - الوكالات

في آخر أيام 2017، والعالم على أعتاب عام جديد، مضت العديد من الأحداث الاقتصادية التي غيَّرت ملامح كثير من القطاعات، تبدلت أحوال بعض الدول، وتذبذبت اقتصادات أخرى؛ صعودا وهبوطا..

وأسهمت التوترات الجيوسياسية في العديد من الأحداث، بل ربما كانت العنصر الأكثر تأثيرا في المتغيرات الاقتصادية.

قارات العالم تفاعلت مع مُختلف الأحداث، البورصات العالمية تأرجحت بين المكاسب والخسائر، حركة التجارة العالمية تأثرت بأنشطة الاستيراد والتصدير، العملات والسلع والخامات هي الأخرى كان لها نصيب في الأداء الاقتصادي العالمي.

بدأ العام 2017، بتولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، بعد انتخابات مثيرة للجدل أسفرت عن فوزه وهزيمة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وتسبب ترامب في توجيه ضربة للبورصات العالمية، التي عكست خشية المستثمرين من مدى تنفيذ ترامب لوعوده الانتخابية، والتي بالفعل نفذ عددا منها خلال العام 2017. أدت سياسات ترامب إلى صناعة حالة من التوتر العالمي، سواء بسبب الملف النووي الإيراني أو صواريخ كوريا الشمالية، أو حتى دوره في الأزمة الخليجية، ونهاية بقرار القدس.

وفي نفس السياق الأمريكي، كشف صندوق النقد الدولي في يوليو الماضي عن توقعاته بشأن النمو الاقتصادي الأمريكي، والذي قدر فيه أن يشهد تباطؤا انطلاقا من فرضية تقلص نفقات الميزانية.

لكن في المقابل في أوروبا، أسهم فوز إيمانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية في فرنسا في تحسن سعر اليورو، وانتشار حالة من الهدوء والتفاؤل في أسواق المال والبورصات العالمية. وربحت بورصة باريس عقب فوز ماكرون بنسبة 0,51 في المئة. كما حققت العملات أرباحا بفضل فوز ماكرون؛ حيث ارتفع سعر اليورو إلى 1,1023 دولار وكان ذلك مستوى غير مسبوق منذ نوفمبر 2016.

أزمة دبلوماسية في منطقة الخليج، تسببت في تضرر الاقتصاد القطري، بعدما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة وغلق المنافذ الجوية والبحرية والبرية مع قطر، وعلى إثر الأزمة سجلت بورصة الدوحة في الخامس من يونيو 2017 خسائر حادة متأثرة بالأزمة، وهوت مؤشرات الأسهم في الساعات الأولى من التعاملات. لكن مراقبين يتوقعون تأثيرات أقل حدة للأزمة، بفضل الفائض التجاري لدى قطر والذي بلغ 2.7 مليار دولار وفق إحصائيات أبريل 2017.

واحدة من أبرز الأزمات الاقتصادية في العام 2017، تضرر قطاع التأمين حول العالم بسبب العديد من الكوارث الطبيعية التي ضربت مناطق عدة.. فبين حرائق غابات وفيضانات هائلة وزلازل مدمرة تكبدت شركات التأمين بحسب تقديرات أولية ما يقرب من 306 مليارات دولار، وهو ما يزيد بأكثر من النصف عن خسائر عام 2016.

وكانت حرائق كاليفورنيا الأسوأ على الإطلاق، بجانب الأعاصير العنيفة التي هبت على دول الكاريبي، والمناطق الشمالية الأمريكية، فضلاً عن زلزال المكسيك.

وفي منطقة الشرق الأوسط، تسببت التغيرات في هيكل السلطة الحاكمة في السعودية والتي تبعتها حملة موسعة على الفساد تم على إثرها احتجاز أمراء ووزراء سابقين ومسؤولين في الدولة، الأمر الذي أضر باستثمارات المحتجزين، وأدى إلى تذبذبات اقتصادية، فضلاً عن حزمة من الضرائب المتصاعدة على الوافدين.

 

تعليق عبر الفيس بوك