معلم تنموي بارز

تمثل الرحلة التجريبية من مبنى المسافرين في مطار مسقط الدولي الجديد، تطورًا بالغ الأهمية في مسيرة هذا المشروع التنموي البارز.. فقبل سنوات من اليوم، كان الموعد مع إعلان خطة الحكومة لإنشاء المطار الجديد، ليُواكب المتغيرات المتسارعة، من حيث النمو الاقتصادي للبلاد، والطفرة العمرانية والسكانية المتزايدة.

كانت البداية حلماً في الآفاق، يلامس السحاب، على متن طائرة النمو والازدهار، الذي واكب أواخر العقد الرابع من النهضة العمانية المباركة، فانطلقت الحفارات، وتحركت معدات البناء لتمهد الطريق أمام مشروع يُحقق نقلة نوعية للسلطنة في قطاع الطيران المدني، ويسهل من آليات تطبيق السياسات الواعدة، ويتماشى مع المتغيرات المتسارعة في مختلف المجالات.

الرحلة التجريبية برهنت على أن العماني قادر على تحويل التحديات إلى فرص، والاستفادة من كل ما تزخر به البلاد من مقومات، فالإقبال الكبير على المشاركة في تجارب المحاكاة لعمليات التشغيل في المطار الجديد، فاقت التوقعات، وهي من شأنها أن تعزز فرص نجاح الانطلاقة الأولى التي باتت قريبة خلال المرحلة المقبلة.

لقد استهدفت هذه الرحلة التأكد من جاهزية الطواقم التشغيلية لإجراءات المسافرين وهبوط الطائرات، وسلامة وسلاسة عملية الإقلاع والهبوط وتوصيل وربط الجسور من الطائرة إلى المطار وغيرها من التفاصيل الفنية التي يتعين على المعنيين في المطار التأكد منها.

وبحسب تصريحات المسؤولين فإنَّ هذه التجارب من المقرر لها أن تتواصل خلال شهر يناير المقبل بمشاركة مجموعة كبيرة من المتطوعين، والمقدر عددهم بنحو 17 ألف متطوع، وهي جهود حميدة وأفكار بناءة ينتهجها المسؤولون عن المطار.

ومن جانب آخر، كان من الملاحظ الاحتفاء الشعبي بهذا المنجز الوطني، فقد تبارى مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في التعبير عن سعادتهم بهذه الخطوة الإيجابية، وأشادوا بجهود وزارة النقل والاتصالات في هذا الجانب. وهذا لا شك يعكس مدى تلاحم الشعب ومتابعته لمنجزات الوطن، وحرصه الكبير على إحقاق الحق والاحتفال بمشروع جديد يولد على أرض عمان.

إن المشاريع التنموية التي تواصلها الحكومة الرشيدة رغم التحديات الاقتصادية المتتابعة، تؤكد أن البلاد ماضية في طريقها الصحيح نحو التعافي الاقتصادي، عبر مواصلة التنمية المستدامة، القادرة على خلق فرص واعدة لجميع أبناء الوطن الأوفياء.

تعليق عبر الفيس بوك