سقف الحرية المائل

 

مسعود الحمداني

 

الحرية هي البحث عن كومة قش في يوم عاصف..

سيمر اليوم ولكن لن تكون (الكومة) موجودة..

نبحث عن الحرية في غياهب الجب، وفي بطون الكهوف، وفي مساحات السماء، ولا نجدها إلا في نفوسنا..

ما أبعد هذه الحرية.. ما أقربها منا.

الحرية باب مفتوح إلى السماء ولكنّه لا يفضي لشيء، إنّها السديم الذي لا مجرة له، ولا وطن..

ولا وجود.

بحث كل حكماء الدنيا عن الحرية، ولم يصلوا لها، ماتوا وهم يبحثون عن ضوءِ شمسٍ يقودهم إليها، وكلما اقتربوا منها..ابتعدت عنهم..

يا لعبثية البحث.

جمعيّات حقوق الإنسان، تضع الحرية في أول السلّم، ولكنّها رغم ذلك لا تتفق في تعريف لها.. لأنّها تطالب بما يفوق قدرة الدول.

حرية التعبير هي أن تقول كل شيء يخطر على بالك.. حتى تصل إلى باب الحكومة فتصمت.

لحرية الصحافة (سقف) كلما همّت برفع رأسها، اصطدمت به.

في هذا العالم سُكبت دماء من أجل الحرية، مات الكثيرون، وبقيت آثارهم تدل عليهم..

ذهبت آثارهم.. وبقي (تمثال الحرية)..

لم يشرب العرب ماء الحرية، رغم ظمأهم.. ربما لأنّ البئر لا ماء فيه.

جاء "الربيع العربي" بحثا عن الحرية، فخانه الساسة، والمتسلّقون، ثم شوّهوه، واتهموه بأنّه سبب الخراب..!!

يا للحرية المهزومة..

يذهب العرب إلى أوربا بحثا عن الحرية، فيتوهون في شوارع لا معالم لحريتها.. فيعودون إلى مستعبديهم.

الحرية هي العدد الذي يقبل القسمة على كل البشر.. حتى الموتى منهم.

لن نذهب بعيدًا في تجسيد الحُريّة.. إنها الشكل الهلامي الذي لا يمكن تخيله.. إلا بالعيش فيه.

"حرية الكلمة".. هي أن نقول كل ما نريده.. دون أن نحرّك ألسنتنا.. لأنها مجرد "كلمة".

السكوت من "خشب" أحيانا.. ربما لأنّه المنقذ الوحيد في زمن الغرق الأكبر.

لن نصل إلى الحرية المطلقة أبدا.. ولكننا سنصل يوما إلى الشاطئ المقابل لها.

الموج يجرفنا طوعا أو كرها إلى "الحرية المستبدة".. فاستعدوا لها.

Samawat2004@live.com