العمل التطوعي .. تتويج العطاء والبذل

تمثل جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي أعلى وسام يمنح في بلادنا للعاملين والمهتمين بالعمل التطوعي، وأكبر محفز على الإطلاق لهم، إذ تحمل الجائزة اسم حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم، الداعم الأول للعمل التطوعي، والذي يؤكد دوما أهمية هذا العمل ودوره في نشر الخير بين الناس.

ولا شك أن هذه الجائزة تؤصل لمفهوم العمل التطوعي في إطار مؤسساتي منظم؛ علاوة على دعم وتشجيع جهود العمل التطوعي، سواء كان من قبل الأفراد أو المؤسسات والجمعيات المختلفة، لا سيما وأن العمل التطوعي في السلطنة بدأ ينمو ويتطور وينتظم من فترة لأخرى.

ولقد كان لافتا للنظر تميز المشاريع المتنافسة على الجائزة لهذا العام، ما يعني اتساع نطاق مفهوم العمل التطوعي بين فئات المجتمع، لاسيما القادرين منه على البذل والعطاء، الأمر الذي من شأنه أن يحفز الآخرين على تبني مفهوم العمل التطوعي وتعزيز ثقافة العمل الخير من خلال الإيمان بالشراكة الاجتماعية بين الأفراد والمؤسسات. الجائزة تسهم كذلك في نشر ثقافة العمل التطوعي وزيادة جهود الفاعلين في هذه الأعمال على العمل الميداني، في مختلف صوره، بصورة أكثر تنظيما وتركيزا وجودة.

ومن شأن هذه الجائزة أن تدفع القائمين على التطوع وأعضاء الجمعيات والمؤسسات التطوعية إلى ابتكار آليات حديثة تعمل على تعميق الوعي بأهمية مجال عملها التطوعي بين أفراد المجتمع، وتستقطب أعضاء ومتطوعين جدد هدفهم الأسمى التطوع وخدمة المجتمع بلا مقابل.

وصور العمل التطوعي متجذرة في مجتمعنا العماني الأصيل، فهي قيمة إنسانية وخلق عماني مميز، فكم هي القصص التي تروي تشارك وتعاضد المجتمع في مختلف الأوقات على مر التاريخ، وكم هي الشخصيات التي قادت العمل الخيري، سواء تلك التي رحلت عن عالمنا وخلفت وراءها ميراثا ممتدا وسيرة خالدة عن جهودها التطوعية في المجتمع، أو أحياء لا يزالون يمارسون العمل التطوعي في صمت وتواضع.

إن الأعمال التطوعية التي يقوم بها أفراد المجتمع ومؤسساته، خير دليل على أن الأرض الطيبة لا تنبت إلا طيبا، وأننا في عمان الخير والمحبة والوئام، ندعم الجميع، ونؤكد حرصنا على مساعدة الفئات الأكثر احتياجا، ونشترك في تنمية مجتمعنا عبر هذا النوع من العمل.

 

تعليق عبر الفيس بوك