هيئة الوثائق تستعد

مدرين المكتومية

تستعد هيئة الوثائق والمخطوطات الوطنية لإقامة المؤتمر الدولي السادس "علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج" وذلك بمركز الشيخ جابر الثقافي بدولة الكويت الشقيقة، واستضافة الكويت لهذا المؤتمر هي فرصة حقيقية للتعرف على الإرث الحضاري والثقافي للبلدين والتعرّف على نقاط الالتقاء بينهما، فكما نعلم جميعا أن هناك علاقات عميقة، وتواصل قديم لم يتسنَّ للكثير من أبناء الجيل الجديد التعرف عليه أو العمل على قراءته تاريخيا.

ولأننا سنذهب لبلد مثقف كان ولابد أن تبذل الهيئة قصارى جهدها في تقديم كل ما يتناسب مع الانفتاح الثقافي الذي تعيشه دولة الكويت، حيث سيقدم المؤتمر في مجمله خمسة محاور متنوعة؛ تتحدث خلالها مجموعة من المختصين والمهتمين والمعنيين بتقديم بحوث ودراسات مختلفة تخص التاريخ المرتبط بين عمان ودول المحيط الهندي وعلاقتها بدول الخليج؛ حيث ستشارك في الحدث 15 دولة وستقدم فيه 45 ورقة عمل؛ الأمر الذي يجعلنا نلتفت لأهمية تلك الدراسات وورقات العمل التي تحكي التواجد العماني والعلاقات التجارية القديمة، وذلك لم يأتِ عبثا بل جاء باستعدادات مبكرة قامت بها الهيئة لتجميع الأبحاث والدراسات وفرزها؛ واختيار ما يتناسب مع محاور المؤتمر. ولا يخفى علينا جميعا حجم التواصل بين عمان ودول العالم، من خلال المعرض المتنقل الذي تقيمه الهيئة، والذي يضم مجموعة كبيرة من المخطوطات التي ترسم خارطة طريق لكثير من الأحداث والحيوات التي عاشها العماني منذ القدم.

فالمعرض لن يكون مجرد لوحات عادية وإنما هي مخطوطات ووثائق تعبر عن الإنسان العماني بكل حالاته، ويمكن للزائر أن يسرد لنفسه ألف حكاية وحكاية وهو يطوف أمام ذلك الكم الهائل من الإحداث المتلاحقة، والمواقف المتلاحمة، التي لابد أن تكشف له في النهاية الصفات الأساسية للشخصية العمانية على مر التاريخ، والتي تلخصت في "التسامح والتعايش والسلام" وهي أهم السِّمات التي تميز بها العماني عبر التاريخ وحتى يومنا هذا.

وسيتشرف الحضور والمؤتمرون بالاستمتاع والاستماع إلى "الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية" التي ستكون ضمن الفعاليات المصاحبة، والتعرف على أهم المقطوعات الموسيقية العمانية والسيمفونيات المختلفة التي قد تأخذ المستمع للبعيد، لعالم حسي جميل بعيدا عن كل شيء وانسجاما مع تلك النوتات التي ستقدمها الأنامل الفنية التي لم تخلق إلا لتعزف على أوتار القلب لتحرك الساكن وتسكن المتحرك.  

المؤتمر في مجمله يعد فرصة حقيقية للباحثين والمتطلعين للتعرف على تاريخ عمان العريق، ولنا الفخر أن نسجل تواجدا في العديد من الدول الشقيقة والصديقة للتعريف بالإنسان العماني عبر العصور المختلفة، وأهم سمات الشخصية العمانية، وعلاقاته بالآخر، وانسجامه وتقبله للحياة بكل تقلباتها، ومدى تفاعله واهتمامه باكتشاف الآخرين وخوض زمام المغامرة، حينما ركب البحر، وخاض حروبا مع الرياح العاصفة، وسجل لنفسه مكانة تتسم بالاحترام المتبادل والشخصية المتسامحة، وتمسكه بالقيم الأخلاقية النبيلة، ومبادئ التعاون والأخذ والعطاء ونزاهته في الكثير من المواقف، وها نحن في انتظار وترقب هذا الحدث الذي سنشهد فعالياته في ديسمبر المقبل.

 

madreen@alroya.info

 

الأكثر قراءة