أطلق صندوق الرفد بالتعاون مع شركة بي بي عمان مبادرته الجديدة (رافد)، والتي تأتي إستكمالا لما يقوم به الصندوق من دعم ومساندة لمستفيديه، إستمراراً للدور الذي تقوم به شركة بي بي عمان لدعم قطاع ريادة الاعمال من خلال استراتجيتها الخاصة بالاستثمار الاجتماعي، حيث تركز المبادرة الجديدة على مساعدة 25 مؤسسة من المؤسسات المستفيدة من تمويل صندوق الرفد، بهدف تطوير أدائها مما يمكنها من الثبات والتنافسية في السوق المحلي والإقليمي، من خلال التعاون مع إحدى الشركات المتخصصة الاستشارية للعمل مع المؤسسات المستفيدة في تطوير الأداء الإداري والمالي والتسويقي، وتطوير منهجية عملها وأكسابها المهارات اللازمة، على أن يتم قياس أداء التجربة بعد سنة واحدة من بدء تنفيذ المبادرة، للتأكد من إحداث نقلة إيجابية في أداء المؤسسات المشاركة في المبادرة.
وحول أهداف المبادرة وطرق تنفيذها، والحديث باستفاضة عن الفئة المستهدفة منها، وآلية اختيار المشاريع الصغيرة والمتوسطة المشاركة ، والتعرف على رؤية صندوق الرفد وشركة بي بي عمان حول المشاركة في هذه المبادرة، بالإضافة إلى التعرف عن آلية عمل المبادرة، كان لنا هذا الحوار مع كلاً من الشيخ / شبيب بن محمد المعمري مدير الإتصال والعلاقات الخارجية بشركة بي بي عمان.
و فهد بن سعيد الحارثي، مدير عام مساعد للخدمات الإلكترونية والجودة بصندوق الرفد ..
كيف جاءت مشاركة شركة بي بي عمان في مبادرة (رافد)؟
البداية كانت مقترح قدمه صندوق الرفد حول فكرة المبادرة وآلياتها ضمن المنافسة التي طرحتها شركة بي بي لتمويل برامج الاستثمار الاجتماعي ، حيث تمت مناقشة المقترح تفصيليا من خلال عدة جلسات بين الجانبين، تم خلالها وضع الخطوط الرئيسية للمبادرة، وطريقة تنفيذها، كونها تأتي في مجال هو أحد المحاور الثلاثة الرئيسية في استراتيجية شركة بي بي عمان للاستثمار الاجتماعي وهو دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأيضا التعليم، والطاقة المتجددة، وهي محاور تحرص الشركة في الاستثمار الاجتماعي بها، عبر برامج تتكامل فيما بينها، فلدينا منذ إنطلاق استراتيجيتنا في الاستثمار الاجتماعي في عام 2014م، أكثر من 33 ألف مستفيد من برامج الاستثمار الاجتماعي الخاصة بالشركة.
من خلال الثلاث محاور السابقة لاستراتجية الاستثمار الاجتماعي بشركة بي بي عمان، ما هو الدور الاجتماعي الذي تلعبه الشركة في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟
نسعى دوما للتعاون والتكامل مع الجهات الحكومية والخاصة، لتوفير بيئة عمل مواتية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وذلك إيمانا منا بالدور الذي تلعبه تلك المؤسسات في نمو الاقتصاد الوطني وتنويعه، كما أن هذه المؤسسات تقوم بدور اجتماعي ملموس يوفر فرص عمل ومصدر دخل أولا للباحثين عن عمل من أصحاب المشاريع، ثانيا يفتح الآفاق لتوفير واستحداث فرص عمل للقوى العاملة الوطنية، لذا نلبي دوما أي نداء يتوافق مع رؤيتنا حول الاستثمار الاجتماعي.
ما هي رؤيتكم حول الاستثمار الاجتماعي، وما هي أهم شروط الشركة لدعم المبادرات؟
إنها ليست شروط بقدر ما هي ضوابط لدعم المشاركة في أي مبادرة، هذه الضوابط تتماشى مع استراتيجية الشركة وأهدافها في الاستثمار الاجتماعي، وأهم هذه الضوابط أن يكون شركاء المبادرة والمستفيدين منها جهات أو شركات أو مؤسسات عمانية، وعدم استنساخ برامج أو مبادرات قائمة سواء كانت إحدى البرامج التي تمولها الشركة، أو مبادرة أخرى لإحدى الجهات الحكومية أو الخاصة، فنحن نسعى دوما للتكامل مع الجهات لا إلى استنساخ تجاربهم، لذا نحرص دائما على التنويع والإبتكار في العطاء.
ما هي أهم المميزات التي وجدتها شركة بي بي عمان في مبادرة (رافد)؟
نستطيع القول الفئة المستهدفة من مبادرة رافد هي أهم مميزات هذه المبادرة، بحيث أن المبادرة تستهدف فئة أصحاب المشاريع التي تملك مقومات النجاح، ولها مكان في السوق المحلي، لكنها تحتاج فقط إلى تطوير العمل، وتعزيز المعرفة الإدارية في أدائهم، مما يعني تغطية مرحلة جديدة من مراحل نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مرحلة تفتح الآفاق لتطوير الشركات ذات الأفكار الواعدة، مما يخلق فرص عمل أكثر للقوى العاملة الوطنية، ويرسخ أقدام هذه الشركات بالسوق المحلية، ويفتح لهم أيضا آفاقا جديدة من التنافسية في الأسواق الإقليمية والعالمية بإذن الله تعالى.
هل ستكون هناك مبادرات جديدة بين صندوق الرفد وشركة بي بي عمان؟
نحن على استعداد دوما لمشاركة صندوق الرفد في مبادراته، فالشركة مؤمنة بأنه لا توجد جهة واحدة تمتلك كافة الحلول، ولا تستطيع تغطية كافة النشاطات دون شراكة،فهناك مساحة للشراكة وتبادل الخبرات وتقديم الحلول ، والتعاون مع صندوق الرفد بالتأكيد سيكون له مردود مثمر، كونه أحد الجهات المتخصصة، التي تعي احتياجات وتحديات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة جيدا عبر الخبرة العملية والدراسات التي يقومون بها دائما، لذا بدأنا بـ(رافد)، ونحن مستعدون في حالة نجاحه إلى توسيع قاعدة المستفيدين منه، كما أننا على استعداد لكافة مبادرات صندوق الرفد الجديدة الأخرى.
كيف ترى مستقبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟
نحن ندرك أن الوقت قد حان لنرى شركات عمانية تنافس خارج السلطنة، فالشركات العمانية لا ينقصها شيء للمنافسة عالميا وليس إقليميا فقط، ولكن تبقى ثقة رائد الأعمال في ذاته وقدرته على تحقيق هذه القفزة، ولدينا قصص نجاح قدوة في هذا الصعيد، فالسوق الخليجي أضحى أبوابه مفتوحة لمن يريد التطور، وهناك العديد من الاتفاقيات التي وقعتها السلطنة تصب في صالح رواد الأعمال.
هل هناك أوجه للمساعدة أخرى تقدمها بي بي عمان للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟
نسعى دوما لتقديم كافة أوجه الدعم، فمثلا نشترط على الشركات التي نتعامل معها أن تكون منتجاتهم من شركات عمانية، حتى بالإضافة إلى اننا نجتمع شهريا بشركاء برامج الاستثمار الاجتماعي، والبالغ عددهم 26 شريك، ونجمعهم جميعا ونسعى لزيادة التعاون الاقتصادي فيما بينهم، حتى وان تم ذلك التعاون خارج مظلة بي بي عمان، كما اننا ندعوهم دوما إلى إشراك و تدريب الشباب العماني على العمل وتعينهم بعد التدريب أن امكن وقد ساهم هذا التوجه في ايجاد العديد من فرص العمل.
عبر خبرتكم الواسعة في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ما هي أهم احتياجات تلك المؤسسات؟
ليست المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فقط التي تحتاج إلى تطوير مفهومها، بل كافة المتعاملين مع هذا القطاع سواء كانوا في القطاع العام أو الخاص، بالإضافة إلى رواد الأعمال يحتاجون لفكر ريادي يمتلك روح المبادرة، فاذا توافر الفكر الريادي وروح المبادرة سنشهد نموا مطردا لهذا القطاع الذي ننتظر منه الكثير.