عشرُ قِصَصٍ كَسِـيرةٌ جِدًّا

فاطمة وهيدي - مصر


(بَـراءة)
في القاعةِ ..
يقذفُ كلٌّ مِنهما سِهامَهُ الجارحةَ على الآخَرِ،
يُحاولُ كلُّ طَرَفٍ
جذبَ الصغيرِ في اتّجاهِهِ،
حتى لا يُزعِجُهما،
أطْلَقَ ساقَيْهِ للرِّيحِ،
في اتِّجاهٍ آخَرَ.
خارجَ القاعةِ..
حاولَ المارَّةُ مُلاحَقَةَ قائدِ السَّيَّارةِ
الذي مَنَحَ الصَّغيرَ صَكَّ الحُرِّيَّةِ!
*****
(بعضُ الظَّـن)
قَبّلَتْ ضفْدَعًا؛
فَظَنّ نفسَه أميرًا،
هجرها،
وراح يبحث عن أميرةٍ،
لِيُقبّلَها،
حتى تُفيقَ من سُباتِها.
حين وجدَها؛
رَآها غارقةً في بركة وَحْلٍ،
وأسرابُ الضَّفادِعِ حولَها،
على اختلافِ نَقيقِهم.
*****
(زَواج)
دَخلَتْ في الإطارِ مُرْغمةً،
لـ تَحتميَ بـ ظِلِّ حائطٍ،
اكتشفتْ أنّها تعلَّقتْ بـ مِسْمارٍ صَدِئٍ!
*****
(مُتَعسِّر)
كُلّما رأتْ عَيْناهُ خَطَأً؛ سَعَى إلى تَعديلِهِ،
كلّما سَمِعَ بُهتانًا؛ أصرَّ على تَصحيحِهِ،
كلّما تَحدّث؛ حاول ألاّ ينطقَ عنْ هَوًى.
حين نَبَذُوهُ؛
خَلَعَ رأسَهُ الحجريةَ،
وتركها في مكان ناءٍ.
قبل أنْ تلحَقَ بـهِ؛
تَلَفَّتَ حوله مُحاوِلاً الهَرَبَ؛
فَتَعَثَّرَ فيها.
قرَّرَ أن يدفع باقي عمرِهِ
ثَمنًا لرأسٍ بِلا شِفاهٍ!
*****
(ضميرٌ غائبٌ)
تجاذَبَا أطرافَ الحديث،
شَدّتْـه برِقَّتـِها،
ضمّها بحنانِهِ،
رفعَها إلى عَنان السماء؛ حين همس: " أُحِبُّـكِ "،
وَعَدَها ألاّ يكسِرَ قلبَها،
حينما أراد أن يُضيفَها إلى نُـونِ نِسْوتِهِ؛
مَنعتْ قلبـَها من صَرْفِ نَبضاتِها هَدْرًا.
*****
(حداثة)
على مائدةِ الجِدالِ،
أخذوا يُشَرِّحُون النصَّ،
حينما أعلنت حسناءُ عن مِلْكيَّتها له؛
مَلَكَتْ قلوبَهم،
فـ نَصَّبوها رائدةً للحداثة!.
*****
(غَيْـرَة)
تشتعلُ النارُ في صَدرِها،
كُلَّما غَضَّ بَصَرَهُ وازدادَ وَرَعًا وتَقْوَى.
سألهَا مُتعجبًا: لِــمَ ؟
قالت: ستدخلُ الجنةَ، وتَأسِرُكَ حُوريّاتٌ عِينٌ!
*****
(عاطِل)
قَدَّمَ خيالُ المآتة طَلبَ استقالةٍ.
سأله صاحبُ الحقلِ مُتعجبًا:
مَكثْتُ وقْـتًا طويلاً في تَهْيِئتِكَ
وَكِسْوتِكَ بِبعضِ ملابسي
فما الذي يُزْعِجُكَ؟
أجاب:
فَعَلْتَ كُلَّ هذا، ونسيتَ زِراعةَ الحَقلِ!
*****
(احتِجاب)
كان مُؤمنًا بانتهاء زمنِ النُّبُوَّةِ،
حينما ألْقَوْهُ في جُبٍّ؛
تَشبَّثَ بالبقاءِ فيه؛
كي لا يعود إلى الذِّئاب.
*****
(زِئْـرٌ)
قال لحبيبتِهِ: تَمَنَّيْ عليَّ .
قالت: بَيْتًا يجمعُنا .
أهداها قصيدةً كاملةً
كُلُّ بيتٍ فيها يَسكُنُهُ خيالُ إحدى عشيقاتِهِ.

تعليق عبر الفيس بوك