الدروب المقفرة

كوثر وهبي – سوريا

 

عندما تهجرك الدهشة
يعتريك الصمت
 وتفقد وهجَ الأسئلة
لذا ، فضَّلتُ
 الإختباءَ بطفولتي ..
أنا الطفلة الهرمةُ
 ذاتُ المئة خيبةٍ.. وخيبة
غير أني أيضاً متعبة
أحالني الوقت إلى غبارٍ
فاعتدت الركود
فوق الأرائك المهجورة..
من غير ما خلخلة
لا أريدُ الذهاب إلى حتفي
قبل موعد العاصفة
فأنا المولعةُ بالضجيج
لا أخاف الموت
لكنني يقتلني
سكون المقبرة...
أتوغلُ فيك كريحٍ
تؤنسُ ليلَ الشجر
أنت الخريفُ المزهرُ
أبداً في اصفرارِ أوراقي
لا تذرني أضحوكةً للضجر
ها أنا الآن يبددني الوقت
كفرحٍ هزيلٍ  يبددني
كغيمةٍ لا تنجبُ مطراً
كمطرٍ فوق صقيع الحجر
أنتثر في الخواءِ رذاذاً
وأنتهي للدروب المقفرة..

تعليق عبر الفيس بوك