(العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع):

ومضات فكرية لسماحة الشيخ الخليلي

إعداد/ فريق موقع بصيرة العلميّ

 (1)    العلم الشرعي منهج حياة:
"العلم الشرعيّ ليس مجرد نظريات تعيش في عالم المثاليات، إنما هو منهج ربّانيّ يعيش في عالم الواقع، فعلى الإنسان الذي يتضلع بالعلوم الشرعية أن يحرص على التطبيق الدقيق لما يتعلمه، فإن من تعلم علمًا ولم يعمل به كان وبالًا عليه، والعياذ بالله". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 122).

(2)    تحكيم شرع الله – تعالى - مجمع كل خير:
"مَنْ جعلَ شرع الله – تعالى -  نُصب عينيه ومصدر هدايته، ولم يكفر نعمة العقل بتعطيله عما خُلِقَ من أجله، بل جعله من وسائل فهمه وإدراكه لما ينطوي عليه الشرع من حكم وأحكام، وما تضمنه الوحي من حقائق ودقائق، ظَفِرَ بمجامع الخير، ومعاقد التوفيق". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 17).

(3)    الوحي يعصم العقل من الزيغ:
"العقل من غير وحي يسدده ويبصره ويفتح له منافذ التفكير؛ لا يلبث أن تنطمس بصيرته، ويخبو شعاعه لما يغشاه من غواشي الأهواء، وما يحيط به من المؤثرات النفسية والاجتماعية، فكم من عقول زاغت بأصحابها وهوت بهم في مهاوي سحيقة من دركات الضلال، وصدتهم عن قبول الحق والاستجابة لداعيه والنظر في براهينه". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 7).

(4)    حدود العقل طبيعة كونية وخلقة إلٰهية:
"العقل لا يعدو أن يكون طاقة من الطاقات البشرية المحصورة التي لا تتعدى حدودها، وما مثله إلا كمثل الحواس الظاهرة فإن كل حاسة منها لا تتجاوز حدودها، فحاسة البصر ــ مثلًا ــ لا تدرك إلا ما حولها ولا تخترق الحجب الكثيفة لتدرك ما وراءها، وكذلك العقل تحجبه حجبٌ شتى عن الوصول إلى الحقيقة، منها ما يرجع إلى الطبيعة الكونية، ومنها ما هو من مؤثرات النفس، أو البيئة والمجتمع". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 14).

(5)    ثمرة تضافر العقل والوحي:
"إذا تضافر العقل والوحي كان الهدى، وكانت النجاة، وأدَّيَا بمن اتبعهما إلى سلامة المسير، وسعادة المصير". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 13).

(6)    عمودا الهداية: الوحي، والعقل السليم:
"العقل السليم هو الأساس الذي يشيد عليه الوحي دعائم الهداية؛ فيشمخ بنيانها، وتشتد أركانها". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 13).

(7)    من نتائج إهمال العقل:
"كان من نتائج إهمال العقل وتعطيل ملكاته في تشخيص المراد من نصوص الوحي؛ الوقوع في تناقضات غريبة، أدت بأصحابها إلى تجاهل محكمات الآيات، والانسياق وراء المتشابهات، فوصفوا الله - سبحانه وتعالى - بصفات خلقه، متجاهلين نصوص تنزيهه – سبحانه - عما لا يليق بكماله، كما أدى بهم الشطط إلى ركوب الصعب، والهيام في التناقض التي تُبرأ ساحة الشرع عنه". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 17 ــ 18).

(8)    الكرامة والخرافة في الميزان:
"لسنا نُصَدِّقُ بقصص جميع الكرامات المنسوبة إلى أصحابها بعجرها وبجرها، فإن كثيرًا من الناس أطلقوا لخيالهم العنان في اختلاق كرامات ليس لها أصل من الواقع ولا نصيب من الصدق، وألبسوها من الوهم نسيجًا مهلهلًا، وحشروا معها من الأساطير ما يدركه العاقل ببصيرته أنه أبعد ما يكون عن الحقِّ والحقيقة، وقد جاؤوا شيئًا إدًّا عندما عَدُّوا من الكرامات أمورًا يستحيي العاقل من ذكرها بلسانه فضلًا عن نسبتها إلى من يعده من أولياء الله الصالحين، فمنها ما يتنافى مع الدين والأخلاق، ومنها ما يتعارض مع النصوص الشرعية المؤكدة لبراهين العقل، ولا أشك أن كل من له نصيب من العقل فضلًا عن الدين يبرأ إلى الله - عَزَّ وجَلَّ - من تلك الكرامات ومختلقيها ومصدقيها". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 119 ــ 120).

(9)    إذا قضى الله - عزَّ وجلَّ - أمرًا تعطَّلت الأسباب:
"من حكمة الله وقدره، يموت الصحيح وينتعش السقيم من غير أن تعرف لذلك أسباب ظاهرة، وإنما هي إرادة الله تنفذ في خلقه. (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 115 ــ 116).
يقضي بما شاء والأسباب جامدة
                                   ويحكم الأمـر والأفـكار عميان
إن الـذي يتعـاطـاه الـذكاء لــدى
                                   حكم المقــدر تخمــين وبهــتان
ما حيلة الظن والأوهام في قدر
                                  إلا قصــور وعجــز ثــم إذعان


(10)    تقديس العقل سبب للحيرة:
"الذين أفرطوا في تقدير العقل غاصوا في أعماق ما كانت لهم دراية ولا طاقة بالعوم فيها؛ فوقعوا في ضروب من الحيرة أدت بهم إلى اضطرابٍ عجيبٍ في الفهم، ناهيك أن اللجاجة وصلت بهم إلى التعويل المطلق على العقل في مجال التشريع، وما كان للشرع عندهم من وظيفةٍ إلا بيان مضامين العقل أو تأكيدها". (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع: ص 18).

تعليق عبر الفيس بوك