دعم حرفي متواصل

تحرص الحكومة الرشيدة على تقديم كافة آليات وسُبل الدعم لمختلف الفئات، ومن بين الفئات التي تحظى بالدعم الحكومي هي فئة الحرفيين، في ترجمة صريحة للتوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم- أيده الله-، فلطالما حث جلالته على الاهتمام بالحرف والحرفيين، ودعم أصحاب الأنامل المبدعة، التي تنسج وتصنع وتحيك أعلى المنتجات التي تبرز الجوانب الحضارية العمانية الأصيلة.

وقد احتفلت الهيئة العامة للصناعات الحرفية بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد؛ بتدشين عدد من المنصات الحرفية المتنقلة، وهي المبادرة التي طرحتها الهيئة بهدف تشغيل عربات متنقلة وفق المجالات الحرفية المحددة لها. ومن شأن هذه المنصات أن تتيح الفرصة للحرفيين كي يعرفوا بمنشآتهم ومنتجاتهم المطورة. ولا شك أن مثل هذا المشروع الواعد المبتكر سيقدم العديد من الخدمات الترويجية للمنتجات الحرفية العمانية.

ومواصلة لهذا الدعم الذي لا يتوقف للحرفيين، وفي غمرة احتفالات البلاد أيضًا بالعيد الوطني المجيد، اعتمدت الهيئة مبادرات ومشاريع تطويرية للقطاع الحرفي، ووفق لغة الأرقام، فإنها تعد الأشمل من نوعها لعام 2017، وتضمنت هذه المبادرات تقديم دعم نقدي لنحو 1414 حرفيا وحرفية من مختلف المحافظات.

ومثل هذا الدعم يهدف إلى تشجيع العمل الحرفي، ومساعدة الحرفيين على تعزيز القدرات الإنتاجية والتسويقية، وتوفير بيئة مبدعة وقادرة على الإنتاج مع تحقيق معدلات نمو بما يتناسب مع مقتضيات التنمية المستدامة.

لقد كان العماني قديما ماهرا في حرفته وقادرا على صناعة الاختلاف ورسم الدهشة على وجوه من يشاهد هذه الحرف، بمختلف أنواعها، بفضل ما تتميز به من إتقان وحبكة، ولقد انتقلت هذه المواهب الحرفية من الأجيال القديمة إلى الأجيال الحديثة. غير أن أبناء اليوم لا يزالون في حاجة إلى مزيد من التحفيز، لتعلم هذه الحرف، وعدم هجرانها، في ظل ما تزخر به المنظومة الحياتية من تقنيات حديثة تقلل الاعتماد على الإنسان بصفة عامة، وتحد من الإبداع بسبب ما تفرضه من تكنولوجيات صماء لا تخاطب الجمال الروحي لدى المتلقي، بل تستهدف دفعه نحو الأنماط الاستهلاكية التي لا تدوم.

إن القطاع الحرفي يمثل أحد أبرز معالم الهوية الوطنية لعماننا الغالية، لذا على الحرفيين أن يقبضوا عليها بقبضة من حديد، وأن ينقلوا خبراتهم إلى النشء حفاظا على هذه الحرف من الاندثار.

تعليق عبر الفيس بوك