.. وتتواصل المسيرة الديمقراطية

مع انطلاق أولى جلسات الانعقاد السنوي الثالث لمجلس عمان بجناحيه الدولة والشورى، تدخل مسيرة الديمقراطية العمانية مرحلة جديدا؛ لتواصل من خلالها المضي قدما على النهج السامي الذي اختطه جلالة السلطان المعظم -حفظه الله روعاه- ذلك النهج الذي اتخذ من التدرج والانتقال بين مراحل الشورى المختلفة، دربا وسبيلا نحو بلوغ الغايات النبيلة، وإشراك المواطن في صنع القرار على مختلف اتجاهاته.

هي حقا مسيرة ممتدة، انطلقت قبل 36 عاما، تحت مسمى المجلس الاستشاري، لمدة عشر سنوات، والذي من ثم تطور وتحول إلى مجلس الشورى، وشهد العديد من مراحل التطور من حيث آلية الترشح والانتخاب والصلاحيات والممارسات.. ومع تقدم الحياة الديمقراطية في السلطنة أخذت السلطنة بنهج الثنائية البرلمانية، وأنشأت مجلس الدولة، ليندرج المجلسان: الدولة والشورى، تحت مظلة رئيسية هي مجلس عمان.

ومجلس عمان الآن هو المنصة الدستورية والتشريعية والرقابية في بلادنا الغالية، والتي من خلالها يمارس أبناء الوطن دورهم في المشاركة في صنع القرار، وممارسة أعمال الرقابة على مؤسسات الدولة، فضلا عن مشاركة مجلس الوزراء والتعاون معه في إعداد وصياغة مشروعات القوانين أو التعديلات عليها، وفق ما يحدده القانون.

وفي ظل ما تشهده السلطنة من متغيرات وتطورات -لاسيما على المستوى الاقتصادي، مع تراجع أسعار النفط- وتأثر الميزانية العامة للدولة للعام الثالث على التوالي، كان لابد أن تهيمن الملفات الاقتصادية على أولى جلسات دور الانعقاد السنوي الثالث؛ إذ يستهل مجلس الدولة أعمال الجلسة الأولى بمناقشة مقترحات اللجنة الاقتصادية خلال دور الانعقاد السنوي الثالث من الفترة السادسة للمجلس، والتي تتضمن دراسة حول تكاملية المستوى المعيشي والإنتاجية، وممكنات تعزيز استقلالية الاقتصاد الوطني.

كما تحفل الجلسة الأولى من دور الانعقاد السنوي الثالث من الفترة الثامنة لمجلس الشورى، بالعديد من الموضوعات الاقتصادية؛ في مقدمتها: الإحاطة بمشروع الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2018، والإحاطة بمشروع قانون الشركات التجارية، ورؤية اللجنة الاقتصادية حول مشروع الاتفاقية الموحدة لضريبة القيمة المضافة الخليجية، ومشروع الاتفاقية الموحدة للضريبة الانتقائية الخليجية.

ويبقى القول.. إن أعضاء مجلس عمان أمام مرحلة جديدة من العمل الوطني، ويعول أبناء عمان الأبرار الكثير على أدائهم بهذا الدور الجديد، آملين منهم مواصلة العطاء والتفاني في خدمة الوطن وإعلاء رايته.

تعليق عبر الفيس بوك