الحكمة القابوسية.. نهج فريد

خالد بن علي الخوالدي

بما أننا نعيش فرحة نوفمبر..فرحة الوطن..فرحة الشعب..فرحة القائد المهيب..فإن علينا أن ننشر هذا الفرح.. ونعمم التجربة القابوسية لكل الأقطار المحبة للخير والسلام والأمان..فتجربة السلطان قابوس تجربة فريدة لرجل فوق العادة..تجربة لا يمكن أن نحكي عنها في مقال مقتضب وبسيط بل تحتاج إلى كتب ومجلدات..هنا فقط سأذكر لمحات بسيطة عن فكر قائد استطاع في أقل من 47 سنة أن يجعل بلده واحة الأمن والأمان والاستقرار والسلام..استطاع أن يجعل بلاده قبلة لمحبي السلام والمحبة.

 إن التجربة القابوسية لابد أن تقرأ بعناية وبموضوعية وبمسؤولية لنا وللأجيال القادمة، فما رسمه هذا القائد العظيم لابد أن يتعمق ويتغلغل في أعماق أبناء اليوم في السلطنة وفي كل الأقطار، فعندما يقدر للسلطان قابوس أن يستلم دولة تفتقر للمقومات الأساسية للدولة، دولة بلا بنية أساسية من مدارس ومستشفيات وبدون جامعات ولا طرق معبدة ولا وسائل إعلام ولا قوات مسلحة منظمة ولا جهاز شرطة مستعد لحفظ الأمن والاستقرار،عندما لا يجد من أبناء الوطن من أنهى تعليمه الابتدائي إلا ما ندر، عندما تواجهه حرب شعواء وأفكار هدامة عليه أن يتصدى لها، عندما تواجهه قوة بشرية تعودت على شظف العيش وتغذت من صلابة الجبال فيستطيع بحكمته أن يجعلها تلين، فحقاً أنت يا مولاي مدرسة نتعلم منك وتجربة فريدة لرجل فريد، وعندما تواجهك يا مولاي تضاريس طبيعية صعبة المراس في منطقة شاسعة الحدود وتستطع أن تطوعها فأنت جامعة على الأجيال أن تتعلم من تجربتك وتشرب من معين فكرك.

عندما تتغلب على كل هذا في ظرف سنوات بسيطة، وتستشرف المستقبل بعين أمل رائعة فإنك بحق تستحق أن تدرس تجربتك في كل ربوع العالم، فأنت يا مولاي قد صرحت في أول خطاب لك فقلت (سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل أفضل .. وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب،كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي) وقد ترجمت هذا الوعد فأوفيت بوعدك وكان شعبك من خلفك مطيع ومبادر في أن تستعيد عمان مكانتها التاريخية التي كانت عليها، وبعزيمتك مولاي وبعزيمة شعبك ها هي عمان تعيد مكانتها المرموقة ليس بين الدول العربية بل في العالم أجمع.

إن عليكم يا أبناء عمان أن تنشروا التجربة القابوسية في الأقطار العالمية فهي حقا مدرسة لابد أن تدرس، وتجربة نابضة بالحيوية، وفي كل ثناياها دروس وعبر، تجربة لم تهتم بالشعارات البراقة ولا بالخطابات الرنانة البعيدة عن الواقع بل اعتمدت على أهداف ورؤى واضحة متسلحة بالإرادة والعزيمة والصدق فنجحت بكل اقتدار.

إن التجربة القابوسية العمانية ستبقى خالدة وحية ومؤثرة ومحفزة لكل الكتاب والأدباء والشعراء والمفكرين والباحثين ولكل الكتاب المخلصين الذين تبحث أقلامهم لتسجل اسمها بمداد المجد والرفعة، ومقالي هذا هو بوابة صادقة لكل الأقلام الحرة والصادقة للغوص عميقاً في التجربة القابوسية المجيدة، فكل عمل لهذا الرجل العظيم هو بمثابة كتاب مفتوح ليس له حدود فكلامه عبرة وصمته هيبة،عيشوا التجربة وتقمصوها وعلموها لأبنائكم فقد وجدت هذه التجربة في زمن قل فيه القادة الحكماء، وأنا أقول للشعب العماني بدون استثناء إن هذه التجربة ولدت لتعيش معكم وفي ثنايا حياتكم فحافظوا عليها وابنوا عليها تطلعاتكم لمستقبل مشرق لكم ولبلادكم الغالية، ودمتم ودامت عمان بخير.

Khalid1330@hotmail.com