في غمرة احتفالات البلاد بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد

آفاق اقتصادية مبشرة بعد الافتتاح الرسمي لمنشآت حقل خزان.. و1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز مع تشغيل المرحلة الثانية

مسقط - الرؤية

مع الافتتاح الرسمي لمنشآت المرحلة الأولى من مشروع حقل خزَّان للغاز، تلوح آفاق اقتصادية مبشرة، تترجم استمرار النهضة المباركة في عموم البلاد، ومواصلة الحكومة لجهود التنمية المستدامة والاستفادة من الموارد الطبيعية التي تزخر بها السلطنة.

ولقد تزامن الافتتاح مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد، ليكون شاهدا على استمرار عجلة التنمية الظافرة، ورافدا جديدا للطاقة في السلطنة. وقد بدأت مرحلة إنتاج الغاز الأولى في حقل خزّان في سبتمبر من العام الجاري، قبل الموعد المحدد وبأقل من الميزانية الموضوعة.

وافتتح صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، المنشآت، الأسبوع الماضي، خلال حفل رسمي شهد حضورَ عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة وكبار المسؤولين في الدولة، إضافة لبوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة بي.بي، وعدد من الرؤساء والمديرين التنفيذيين.

وقال بوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة بي.بي: "إنه لمن دواعي الفخر والسرور أن نحتفل بهذه المناسبة المهمة في سلطنة عمان، والتي تعدّ إشارة بدء العمليات في حقل خزّان. لقد عملنا من أجل هذه اللحظة لعشر سنوات، بنينا خلالها علاقات وثيقة مع حكومة السلطنة ومع شركائنا والتي آمل أن تستمر في النمو". وأضاف دادلي: "الآن، وبعد زيارتي لهذا المشروع الهائل الذي عملنا على بنائه سويا في غضون سنوات قليلة، أدركتُ لماذا يشبهونه بأنه مدينة وسط الصحراء. هذه المدينة ستعود بالنفع على عُمان وشركة بي.بي لأعوام عديدة ، فلحقل خزان إمكانات تُقدر بـ10.5 تريليون من موارد الغاز القابل للاستخراج".

من جانبه، صرح المهندس عصام بن سعود الزدجالي الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية: "تفخر شركة النفط العُمانية -الذراع الاستثمارية للسلطنة في مشروعات الطاقة- بمشاركتها في إنجاز مشروع خزّان سعياً منها لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية للسلطنة". وأضاف الزدجالي: "نفخر بمساهمتنا في  هذا المشروع، فلهذا المشروع دور فاعل في تعزيز التنمية المستدامة للبلد في مجالات متعددة مثل -على سبيل المثال لا الحصر- تنمية العنصر البشري، وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة، والمسؤولية الاجتماعية".

وتتضمن المرحلة الأولى من تطوير مشروع حقل خزّان حفر 200 بئر متصلة بوحدة المعالجة المركزية التي تضم قاطرتين لمعالجة الغاز.  كما يصل إنتاج حقل خزان في مرحلته الأولى إلى 1 مليار قدم مكعب من الغاز في اليوم، ومن المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 1.5 مليار قدم مكعب يوميًّا مع إنجاز المرحلة الثانية من المشروع والمعروفة باسم "غزير". ومن المتوقع أن يصل عدد الآبار إلى 300 بئر تقريباً على مدى العمر التشغيلي المقدّر لهاتين المرحلتين.

وكانت شركة شركة بي.بي-عُمان ووزارة النفط والغاز أعلنت في سبتمبر الماضي بدء الإنتاج من حقل خزان للغاز، والقيام بتسليم أول دفعة من الغاز لوزارة النفط والغاز. وقال معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز آنذاك: "تسرني رؤية تحقيق شركة بي.بي لهذا الإنجاز، فقد تم تسليم الدفعة الأولى من الغاز من مشروع خزان في الوقت المحدد وضمن الموازنة الموضوعة للمشروع. وتعد إنتاجية المرحلة الأولى من المشروع مساهمة فاعلة في إيرادات الغاز في السلطنة، والذي سيتم استخدامه في تلبية احتياجات القطاعات المختلفة".

ويتسم حقل خزان بالمكامن الضيقة للغاز؛ لذلك فإن عمليات استكشاف، واستخراج هذا الغاز تواجه العديد من التحديات؛ إذ تقع مكامن الغاز بأعماق قد تصل إلى 5 كيلومترات تحت الأرض بين طبقات الصخور الصلبة، كما يتطلب الوصول لهذه المكامن تقنيات ومعدات متخصصة وحفر الآبار العمودية والأفقية، إضافة لاستخدام تقنيات محاكاة لتحرير الغاز لضمان الدقة والفعالية.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 

وتم الشروع في العمل على مشروع خزان في ديسمبر عام 2013م بعد إتمام عمليات الاستكشاف (خلال الفترة من سنة 2007م إلى 2013م)، والتي أكدت وجود مكامن غاز محكم، يمكن لشركة بي.بي أن تستخرجه باستخدام تقنياتها المبتكرة.

وزادت فعالية الحفر بشكل كبير خلال فترة تطوير المشروع، ليتم اختصار متوسط الوقت المطلوب لحفر واستكمال حفر البئر العمودي بحوالي 27%، كما تم تحقيق رقم قياسي في حفر أحد الآبار في فترة زمنية لا تتجاوز الـ60 يوماً.

وبينما تُقدم شركة بي.بي خبراتها في تقنيات المسح الجيولوجي، والتصديع الهيدروليكي، وخبرتها في تصميم الآبار؛ فقد كان لعدد من الشركات المحلية دور فاعل في توفير الخدمات المختصة باستخراج النفط والغاز في مشروع خزان، فقد تم إسناد حوالي  38% من إجمالي العقود الخاصة بالمشروع إلى مقاولين محليين حتى الآن.

وإلى جانب مشروع خزان، تعمل شركة بي.بي العالمية على تنفيذ سبعة مشاريع حول العالم خلال 2017، ليكون هذا العام عاماً مهمًّا في تاريخ الشركة من حيث عدد المشاريع الضخمة المنجزة فيه. وتأتي أهمية هذه المشاريع السبعة من أنها ستؤدي لإضافة إجمالي ما يعادل 800.000 برميل في اليوم من النفط عالميًّا في العام 2020.

تعليق عبر الفيس بوك