تنزفُ من الدَّهشة

فاتن باكير - سوريا


المدينة المسوَّرةُ بالجبال الحديدية تشي ببعض ما عندها من خبايا
كأن تقفز فوق حاجز الزمن وتلغي سنوات الحرب والصراع على البقاء...
وتمتهن الحب مهنة....
وبدل أن ينفجر لغم.. تتطاير ابتسامات
لماذا لا تكون هذه المدينة مثلك!؟
تحمل ألف قلب لتتنفس...
وحين يدخلها غريب تصبح كل الجدران وسادات للدفء....
لماذا حين يكون عليّ أن أذهب يتوجب عليك أن تبقى!
وكل باب أفتحه يصبح خندقًا أقع فيه!
وأنت تلتقط حياتك التي تمضي على صفحة الريح...
دون أن تحدد ما الذي تريده منها بالضبط
وأنت تعبث بما تبقى من حظك معها هل تفكر بي؟
دون أن تتذكر كم أكون جميلة حين أكون معك..!
ودون أن يبتل جفني بدمع فراقنا...
ودون أن تنصحني أن أكف عن الدوران حول نفسي أبحث عما يحتويني...!
أفكر بك وكأنك لحظة سعيدة ستمضي..
فأحاول أن أحتفظ بها لأطول وقت ممكن
أفكر بابتسامتك بعد استيقاظك من النوم
هل كنت تفكر بقبلتي لحظتها؟
أيها الشقيّ....
المتكور على قلبك مثل لحاف شتويّ
كل مرة أعلن لقلبي أنني فزت...
فزت على المدينة الغارقة في نومها...
فزت على خطواتي التي تأخذني إليك كالسائر في نومه....
فزت عليك وأنا أراك تتعافى من مرضي...
فلا شوراع سوداء تخط جفنيك...
ولا قصائد مسلوبة الحب تتقافز على نافذتي
ولا حتى انتحار مزيف تهددني به كلما أَفَلْتُ عليك أصابعي....
كم تشبه لوني المفضل (الأزرق) حين يتوجب عليك التحليق عالياً....
بعيداً عن قلبي...
وأنت تنزف من الدهشة....
وكل ما تفكر به هو القليل السلام...
الذي يعدك بالراحة.

تعليق عبر الفيس بوك