"شيء لسادن النهر"

أحمد الستراوي - البحرين

 

هنا
وأشارَ إلى الرَّملِ
والرَّملُ يفتحُ عينيهِ في كفِّ هذا الكليمِ الذي عَطَشَ الماءُ بينَ قصائِدِهِ
"بعدَ حينٍ ستحضنُني
وتُقبِّلُ غيمي العطيشَ
وتفتحُ نافذةَ العشقِ في جسدي
أيها الرَّملُ يا وحيّ هذا العراقِ الكبيرِ
ويا خوفَ بعثرةِ النصِّ
خُذْ لانتباهتِكَ الآنَ في قِربتي ألفَ ساقيةٍ
وتجرَّدْ من الحرِّ
أَلْقِ القميصَ لتبصرَني بدمي
سأقصُّ عليكَ اصطفافَ الرياحِ
وكيفَ تألمَ في عينيَ السهمُ
كيفَ استجارَ بيَ الرمحُ
كيفَ استوى
فقرأتُ تفاصيلَ كلِّ الصغارْ"
ستدركُ في آخرِ الحزنِ
أني اصطفيتُ من الموتِ بوَّابتيهِ
وشيَّعتُ عند انسكابي على النهرِ
أجملَ ما قيلَ في روعةِ العطشِ المصطفى
....
....
يا سادنَ التاريخِ حسبيّ قولةً
لولاكَ معناهُ انتفى وتزعزعا
ما كانَ ذا ظمأٌ يضرُّكَ إنما
نهرٌ ملكتَ ضفافَهُ فتمنَّعا
آثرتَ أن تُجريهِ عندكَ ظامئاً
منْ أنْ يمسَّ لظى حشاكَ ويخشعا
فتركتَهُ ومضيتَ تزرعُ وردةً
للطفلِ في يومِ الظما كي تُقطعا
وركضتَ تكتشفُ المماتَ وحولَ قُر
بتِكَ اخترعتَ صلاتَهُ والمصرعا
ما كانَ للإيثارِ أيُّ روايةٍ
لولا كفوفُكَ في الرِّمالِ ليُصنعا
لولا الصغارُ لكانَ هذا الموتُ يمـ
ـنحُ نفسَهُ وقتاً وعادَ مُوزَّعا
لولا "الظما عمَّاهُ"  لانقطعتْ بهِ الـ
أنفاسُ من هوْلِ الصدى وتضعضعا
آثرتَ أن يصِلَ المماتُ إليكَ أوْ
وَلُهُ ومنكَ الريُّ كي يتفرَّعا
الآنَ أنتَ بلاغةٌ وجبينُها
من فيضِ ما آثرتَ كانَ الأروعا

تعليق عبر الفيس بوك