ناصر العبري
يشكل الثامن عشر من نوفمبر يومًا تاريخيًا فارقًا في تاريخ عمان الحديث حيث تنطلق عمان مفعمة بحكمة القيادة وبُعد نظرها وبخبرة التاريخ العريق نحو استعادة مكانتها البارزة وإسهامها الإيجابي والملموس في كل ما يعود بالخير والسلام على شعبها وكل الشعوب الشقيقة والصديقة من حولها، فإن يوم الثامن عشر من نوفمبر يحمل لكل أبناء عمان معاني ودلالات ومشاعر فيّاضة تتجه نحو باني هذا التاريخ العظيم، حيث تحيط به القلوب وأفئدة أبناء عمان عرفانًا وحبًا وولاءً وشعورًا أيضًا بحجم وقيمة وأهمية ما تم انجازه خلال سبعة واربعين عاما من العمل المضني الذي قام به جلالة السلطان -حفظه الله- ليس فقط كقائد وبانٍ لهذا الوطن ولكن أيضًا كصاحب رسالة للنهوض ببلاده ومواطنيه وتحقيق تطلعاتهم في كل المجالات برغم كل الظروف الإقليمية والدولية التي تحيط بالمنطقة. ولا ريب أن يشيد العالم بقيادة وحنكة ونظرة مولانا الثاقبة للارتقاء بعمان وشعبها إلى آفاق أرحب وأوسع نحو التطوّر والنهوض بالتعليم وخلق مؤسسات تعليمية قائمة على قواعد متينة وكانت لمخرجاتها الأثر الكبير في التنمية البشرية والعمرانية في ربوع عمان الحبيبة. حيث شهدت تلك المؤسسات التعليمية في الآونة الأخيرة تخريج أفواج من الطلبة والطالبات الأكاديميين من الكليات والجامعات الذين تسلحوا بالعلم والمعرفة وسوف يلتحقون بإخوانهم في سوق العمل. إنّ المكارم السامية المتوالية ومنها توفير 25 ألف وظيفة للباحثين عن عمل هي إحدى مكارم مولانا المعظم من بين كم من المكرمات المتوالية التي يجود بها الأب والقائد على أبناء شعبه الوفي. من هنا لا عجب أن نرى الشباب العماني يبادر ويستعد للاحتفال بالعيد الوطني السابع والأربعين الجيد من فرق رياضية وخيرية وتطوعية؛ بكل عفوية وكل بطريقته الخاصة ليعبروا عمّا يكنونه من حب وولاء وعرفان لهذا القائد العظيم، الذي يُعوّل على الشباب العماني الكثير لمواصلة العطاء والتضحيات لأجل عمان العزيزة.
إنّ شباب محافظة الظاهرة يتذكرون جيدا تلك الزيارات التي قام بها المقام السامي لمحافظة الظاهرة والتي ستظل محفورة في أذهانهم مدى الدهر. إنّ مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- وعد وأوفى وكان لنا القائد والأب والمعلم والطبيب. نستلهم من خطاباته السامية الطريق الذي يجب علينا أن نسير عليه، لأنّ هذا الطريق تتوفر فيه كل عوامل السلامة والرشد والوقاية أيضا وأن نكون مخلصين لله والوطن والسلطان.