وأطلَّت شهر زاد

د. هناء علي غنيمي – المنصورة – مصر

 

(1)
يحدث أن أحبك
في أشياء لا أعرفها
أسمع صوتا بعيدا
يناديني من السماء
وحيا يتنزل
على قلبي
باسم الله
أن قد آمني
يأتي الربيع مهرولا
تخضر الأرض فرحا في لقائه
وتزهر الورود والأمنيات
أجلس أحكي للهواء
قصة أنفاسي التي تتسارع
كلما مرَّ علي طيفك
تلاحقني النجوم
ولا تصل إلي
أحتضن المطر وأستمتع
أهمس له
أنك تحبني بعدد قطراته
فيبتسم
حين تتلاقى أعين
باعدت بينها المسافات
تتحدث في لهفة
ومن حولها يسود الصمت
أحاديث تنبت على شفاه
تشتهي الموت
على إثر قُبلة.
(2)
بينما كنت
أحفر بيدي في الهواء
لأجد سبيلا للخلاص
هبت رياحك…
من الذي أوحى لك
يا ابنَ الناس
أن تشدَّ وثاقي إلى صوتك؟
أسند رأسي
وأنظر إلى السماء
أجدها تبتسم وفمها يشتعل من الحنين
وفي حضرة ساعة هاربة
من نوم الليل
تسقط نجمة
تعبت من التحليق
في الفراغ
تلتصق بقلبك
فيسيل نهر
يتهاوى مع جسدك المائل
هَلُمَّ إلي أيها النهر
أسد جوعي بشئ من بضاعتك
خرير مائك
أرهق النبضات اللاتي
طالما وَقَرْنَ في بيوتهن
يجرُّ الكون من أذياله
يوقظ المدن النائمة
على كتفيه
ليعرف طعم الحب
أنى له بحرائق مثلك أنت؟!

(3)
فيما يقف السَّيدُ المهلِّلُ
قريبا من خصلات شعرك
المتوهجة
يضمها إليه
ويتنفس دفء أيامك
يلقي بموال الصبر
الذي علق بِكُمِّ سُترته لسنوات
وحتى لا تجنح بكم الخيالات
إلى وادٍ مغلق
فقد انتبه جيدا
إلى السعادة التي تنتطره
حين دعاه الليل
أن يسهر معه طول الوقت
وعلى شفتيه ابتسامة
جذبت تلك النجمات الحسناوات
فسقطن تِباعًا
حتى انكشف النهار
وأطلت شهرزاد
وهي تحكي له في الصباح
عن الطرق التي ظلَّت تنبحُ في انتظاره
عن مسارات الضوء
التي فقدت ذاكرتها وأصبحت مشوّشة
كما ورد في الرواية المؤكدة
… ضائع في سماء أحلامنا
يخاف أن ينهشه الدود ولا يلحق بالقطار الدولي السريع…
أطحن مساءاته
ولا يتغير أبدًا طعم أيامه المالحة
لي أن أجلس الآن
بجوارك
حتى تقترب منك
نبضات قلبي
لكن احترس
فربما يشتعل الطريق

تعليق عبر الفيس بوك