"كل ما فيك".. "نزهة" و"خطيئة"

حسين مخلوف – فلسطين


(4)
نُزهة
كان عليكَ أن لا تُمعن النظر في غيابها أكثر
أن ترتدي أجمل ثيابك
تعقد ربطة العنق السوداء للمرة الأخيرة
وتضع من زجاجة العطر الملكي
تلكَ التي أذهلتها في كُل مرة عانقتك فيها
تقف في النهاية أمام مرآتك الشاحبة
بوجهٍ مُبتسم
وبقلبٍ عابس
تدير ظهرك
وتخرج من باب بيتك
ذاهباً الى الجحيم بكامل أناقتك .
(3)
خطيئة
قتلتُ عدة رجال
ورقصتُ فوق ثلاث جثثٍ لم أحفظ أسمائها
شربتُ نخب هزائمي وكسرتُ الكأس في حوض الإستحمام
فكرتُ كثيراً في الخلاص من الوحل لكن دون جدوى
حفرتُ إسمي على تمثال أوغست رودان
قبّلتُ شفاه حبيبتي ولم أنتبه لبُكائها
تركتُها بغباءٍ مُتقن ولم أنتبه للخسارات اللاحقة
ضحكتُ كثيراً على بلاهتي في الممرات وفي حانات الليل
وكنتُ أعاني من خدرٍ في أطراف أصابعي كُلما لامست يديّ جسد الحقيقة
 كنتُ عاجزاً تماماً
أجلسُ على كُرسيٍ مُتحرك
وتدفعني الريحُ على غير هُدى
كنتُ تائهاً كماءٍ ضرير
تلاحقهُ الشمس
ويدفعهُ الوهم في كُل مرة
نحو دوامة لا تتوقف.
(3)
كل ما فيكِ
يُعجبني وقارك
تسلُّلك الهادئ كأعجوبة
إيقاعُ كلامك البطيء
ومشيتُك التي تحركُ في قلبي ارجوحة
بقيةُ الخجلُ المنساب فوق وجنتيك
وجلستُك المُنحنية من دون حراك
يُعجبني ثباتُكِ الذي يتلو حكايتي
وفيضُ التأنيثِ الشفيف في انسيابك
يُعجبني اسمي بندائك
وبحةُ الصوت التي تمرُ عليَّ بلا انتباه
المشهدُ الذي يفسرُ ذاتهُ
اللهفةُ والفضولُ وعفويةُ الصورة
يُعجبني كلامُك القليل  
واتزانُ اللفظِ في ايقاع التلاوة
يُعجبني خيالُ الاحتمالاتٍ الضئيلة
ما يتجلى فيه من صورٍ ليست لي
عناقٌ حميد
وجُملٌ من القبلات الطويلة
يُعجبني سيرُك والتفاتك المفاجئ
تريثُ السرد في خطاك الهادئة
يُعجبني الشوقُ الذي لا يهدأ بداخلي
ورجوعك بعد غيابٍ قصير
يُعجبني أني أمامك لا أرى سواك
ويُعجبني فيك
كلُ ما فيك ! .

تعليق عبر الفيس بوك