ترسيخ ثقافة التسامح

 

 

أكدت كلمة السلطنة أمام أعمال الدورة التاسعة والثلاثين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، طبيعة العمانيين الأصيلة المُحبة للسلام والقائمة على ثقافة الحوار والتسامح ونبذ التطرف، على مدى حقب التاريخ المتعاقبة.

فكل هذه القيم اشتهر بها العُماني- ولايزال- وكانت عنوانا له وطريقا يسير عليه في حياته، وهي قيم توارثتها الأجيال جيلا بعد الآخر. واتساقا مع ذلك، نقلت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم في كلمة السلطنة أمام "اليونسكو" تحيات حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-، وتمنياته الصادقة لأعمال هذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق، وتطلعات جلالته لعالم يسوده التفاهم والمحبة بين كل الشعوب، والتعاون البنّاء لتعزيز الأمن والسلام الدوليين. وهذه التطلعات من لدن جلالة السلطان المعظم تبرهن مدى الحرص السامي على نشر مبادئ السلام وتقويتها من خلال توسيع علاقات التعاون مع مختلف دول العالم، وإبرام الاتفاقيات والمعاهدات التي من شأنها أن تدعم الأواصر بين الشعوب بعضها البعض.

وهنا ينبغي التأكيد على النهج العماني الراسخ في تعزيز ثقافة التسامح، وحشد مختلف الأطراف على مائدة الحوار، وهو ما تجسد في عدد من القضايا الدولية حيث كانت السلطنة مساهما إيجابيا وفاعلا في إنجاز اتفاقات تسوية ومعاهدات سلام. فالدبلوماسية العمانية مهدت الطريق أمام اتفاق القوى العالمية مع إيران بشأن البرنامج النووي للأخيرة، ونجحت في تجنيب المنطقة عواقب سلبية في حال استمرار خلاف الغرب مع إيران.

كلمة السلطنة أمام اليونسكو ركزت على ضرورة تعزيز قيم الحوار والتسامح واحترام التعددية الثقافية، وغرسها في عقول الناشئة، فقد باتت كل دول العالم في حاجة ماسة إلى التمسك بهذه المبادئ والقيم والعمل على نشرها، لضمان تحقيق المحبة ونشر الألفة بين شعوب الأرض قاطبة.

وفي جانب آخر من كلمة السلطنة، كان التأكيد على ما توليه السلطنة من مساع لحماية التراث وتشجيع كافة أشكال التعبير الثقافي المختلفة، وهو ما يتجلى في النظرة العميقة للسلطنة إلى التراث الثقافي، والتي تؤهلها للمشاركة الفاعلة في قضايا التراث العالمي.

إن القوة الناعمة العمانية تتجسد في مثل هذه المحافل، وتبرز الدور الرائد للسلطنة في دعم وتعزيز لغة الحوار ونبذ الشقاق وتأكيد المبادئ الإنسانية السامية.

تعليق عبر الفيس بوك