بلا وطن .. وبلا أنتم!!

فوز ريا – سلطنة عُمان

 

(1)
تزيد المسافات بيني وبينكم..
أسكن هالة من ذكراكم..
هناك.. بأرض الحلم النقي..
وحدي أحمي ملامحكم..
من غدر النسيان..
وحدي أرسم غمام النهار..
بحروف أسمائكم..
بالعطر ذاته..
الذي أحببتموه..
ونسجته على قميصي الأسود..
المزين بأزهار الياسمين الجريحة..

بعثرني الزمن..
خلف ستار حياتكم..
فسقطتُ وأيامي..
على دربكم حزنًا..
فصرتم رياحًا..
وعطرًا.. وظلا ..
وصرت بدونكم..
يمامة حسناء..
أشدو بكلماتي في العتمة..
أقبض على نجوم مطفأة..
وحيدة..
بلا وطن .. وبلا أنتم !!

(2)
ليل المدينة..
يستفز فيني وهج الحنين..
أتوسله أن يشرق
على دنياي برغبتي الوحيدة..
أن يأتي بكم..
ببسمة ثغركم..
كي تحتويني..
وأنام..
وأسكن بين حناياها..
مبعثرةٌ أنا..
كل نبض فيَ يركض بعيداً عني..
تهجرني ظلالي..
وبعمق جنوني..
أشعل الكلمات..
لغتي تكبر..
تتبعثر..
تطير إليكم بلا أجنحة..
وداخل أسواركم المغلقة..
أحيا ورماد قصائدي..
أسيرة..
بلا وطن.. وبلا أنتم !!

(3)
أسير إلى مواطنكم..
هناك..
في مكان ما في العالم..
تكبرون..
وهنا.. في مكان آخر..
قلبي رغم ضياعه
 أيضاً يكبر..
لم تعد المسافة ترهقني..
قدماي تنتعل أحذية هواكم..
آثار خطواتي تفضح الأسماء..
ولكن..
مازلت متمسكة بوعدي لكم..
ولم أنطقها رغم السنين..
وبمرايا القلب..
خبأت سري..
وأغلقت الكتاب..
ولم يبقَ من دلال مملكتي..
سوى صمت المدينة الحزين..
وأميرة بلا قصر..
وأمنية أخيرة ..
ظلت عالقة في السماء..
تعبث بي ..
و أحيا خلف ذكرانا..
بقلب مكسور..
عاشقة..
بلا وطن.. وبلا أنتم!!

تعليق عبر الفيس بوك