مدرين المكتومية
ثمة أشهر في السنة تشعر بأنها مختلفة، لدرجة أنك تشعر وكأن سعادتك مرتبطة بهذه الأشهر، حتى مواليدها تجدهم مختلفين في كل شيء، يوزعون البهجة على من حولهم، ولديهم نقاء وقدرة على اكتشاف حقيقة الآخرين، وهم الأقرب لمن يحبونهم، أعني تحديداً هؤلاء المحظوظين الذين وُلِدوا في نوفمبر، شهر الفرح والتغيير الجذري لي ولغيري من أبناء المجتمع، وعلى مختلف المستويات والأصعدة.
الشهر الذي غنت له فيروز، وأبدى نزار قباني إعجابه به في بعض قصائده، شهر النسائم الباردة الطيبة والمناخ الجميل.
اليوم.. نستيقظ على بداية نوفمبر، الشهر الذي سجل تغيرات جذرية في حياتنا كعُمانيين، وكان ولا يزال بداية الفرحة والسعادة الأولى التي غيرت مجرى حياة الكثيرين، وأسهمت في بناء الدولة العصرية، ولأننا في نوفمبر الفرح علينا أن نسجل كلمة تقدير لكل من أسهم في بناء عمان تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- فشكراً لكل الأجهزة الأمنية والعسكرية، وشكراً لكل القطاعات الخاصة والحكومية، ولكل مؤسسات المجتمع المدني ولشباب عمان الجيل الواعد على ما نحن فيه.
ولأننا في شهر نوفمبر، واليوم أول أيامه، أتمنى أن يكون الاحتفال فيه بتقديم إنجازات وأفكار يمكنها أن تحقق شيئا وتضيف الجديد لعُمان، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا في تخصيص هذا الشهر للتخطيط من أجل السنة المقبلة؛ من خلال تكاتف الجهود وقيام كل مؤسسة بدورها.
كذلك علينا أن نكون على دراية بمخرجاتنا التعليمية واحتياجاتنا الفعلية لسوق العمل؛ حتى تظل عمان شامخه بأبنائها، وأن نركز على العمل الدؤوب من أجل المصلحة العامة ونبتعد عن الفتن، ونسهم في الحد من تفاقم المشكلات، علينا أن نظل أبناء عمان الكرام والمحبين والمتسامحين، علينا أن نجدد تلك القيم والصفات التي اتسم بها آباؤنا وأجدادنا في ظل المتغيرات، والاستفادة من هذه المتغيرات في كل ما يخدم الصالح العام، ويوفر لنا التميز والتقدم.
ولأنني أرى عمان تتزين احتفالا بعيدها الوطني المجيد، فهناك أيضا نفحة من السعادة بدأت تنتشر في الأجواء لتنثر عبق الحب من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب؛ فرحاً بما تحقق -ولا يزال- على هذه الأرض الطيبة من إنجازات وتقدم، واليوم نجد الحماس يرفرف على طابور الصباح وهم يهتفون "يعيش جلالة السلطان قابوس المعظم، يعيش جلالة السلطان قابوس المعظم، يعيش جلالة السلطان قابوس المعظم"، ويظل نوفمبر حقيقة تاريخ شرفٍ باذخ وتاجًا يزين رؤوسنا مدى الحياة، فشكراً نوفمبر يا كل الأفراح.
madreen@alroya.info