مجلس الشورى يناقش تحديات الرياضة العمانية ويبحث سبل تعزيز الاستثمار الرياضي

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

الرؤية - أحمد السلماني - وليد الخفيف

استضافت اللجنة الشبابية بمجلس الشورى صباح أمس بقاعة النور الجلسة الحوارية الرياضية والتي تضمنت مناقشات مستفيضة حول واقع الرياضة العمانية وأبرز التحديات التي تواجهها والجهود المبذولة لتطويرها، جاء ذلك في إطار الجلسة الحوارية التي جاءت بعنوان"صناعة الرياضة العمانية...الفرص والتحديات"، وحضر الجلسة سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام، وسعادة رشاد بن أحمد الهنائي وكيل وزارة الشؤون الرياضية، وسعادة علي بن ناصر المحروقي، أمين عام مجلس الشورى إلى جانب عددٍ من أصحاب السعادة أعضاء المجلس ومجموعة من المختصين والإعلاميين الرياضيين. فيما أدار الجلسة الإعلامي الرياضي خميس بن محمد البلوشي.

بدأت الجلسة بكلمة سعادة المهندس محمد بن سالم البوسعيدي رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية بالمجلس، أشار خلالها إلى أن الجلسة تأتي ضمن أجندة اللجنة في دراستها لواقع وتحديات الرياضة العمانية، وصولاً إلى تقديم مقترحات من شأنها المساهمة في تطوير الرياضة العمانية من خلال المؤسسات والهيئات المعنية بالقطاع الرياضي في السلطنة.

وأضاف البوسعيدي أن اللجنة قامت باستضافة العديد من الجهات ذات العلاقة خلال الأشهر السابقة من بينها: اللجنة الأولمبية العمانية، والاتحادات الرياضية، واللجان الرياضية، والأندية الرياضية، وعدد من ممثلي الفرق الرياضية، والاتحاد الرياضي المدرسي، وكذلك عدد من المهتمين بالقطاع الرياضي من إعلاميين وإداريين ورياضيين، استمعت اللجنة خلال هذه الاجتماعات إلى مرئيات ومُقترحات جميع هذه المؤسسات حول موضوع الدراسة.

وأشار رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية إلى أن اللجنة تطمح من خلال الجلسة للخروج بجملة من المقترحات والأفكار التي سوف تساهم في دعم وتعزيز الموارد المالية للمؤسسات الرياضية من خلال التسويق لفعاليتها وبرامجها، وكذلك المقترحات الكفيلة لتعزيز الاستثمارات المناسبة لهذه المؤسسات التي توفر مصادر مالية مستدامة بعيدة عن الاعتماد الكامل على الدعم الحكومي، مع إبراز التحديات التي تقف عائقاً أمام هذه المبادرات قانونية كانت أو إدارية، والمعالجات المناسبة لها.

واقع الإعلام الرياضي

تضمنت الجلسة ورقة حول "واقع الإعلام الرياضي العماني" قدمها سالم بن ربيع الغيلاني، إعلامي رياضي تناول خلالها أبرز التحديات التي تواجه الإعلام الرياضي في السلطنة وتأثيرها على مسيرة الرياضة العمانية والتي قال إنها تتمثل في السياسات العامة والمؤسسات الإعلامية والكوادر العاملة فيها.

 وأوضح الغيلاني أنه لا يوجد اهتمام حقيقي على المستوى الرسمي بتطوير المنظومة الإعلامية الرياضية في السلطنة، إضافة إلى عدم وجود خطة استراتيجية واضحة مما أدى إلى العشوائية وارتجالية التعامل مع الأحداث المختلفة، كما أشار إلى عدم وجود قوانين تحمي الصحفي الرياضي وتوفر له إمكانية القيام بأدواره على أكمل وجه بل يترك ليواجه القضايا بالمحاكم والتضييق عليه مؤسسيا وبالتالي يفضل الغالبية تطبيق مبدأ السلامة لينعدم الإبداع ويصبح إعلام علاقات لا أكثر.

وأشار الغيلاني إلى أن مسؤولي المؤسسات الإعلامية لا يبالون كثيرا بالأقسام الرياضية فيتم الإستعانة بكوادر لا تملك الكفاءة أو الخبرة وبالتالي فإن المنتج يكون ضعيفًا كذلك غياب الموفدين الإعلاميين مع المنتخبات والفرق المشاركة خارجياً، كما أنَّ الصحفي يعامل كموظف يحاسب على حضوره وانصرافه ولا يكافأ على إبداعاته ويتساوى في المؤسسة الإعلامية المبدع مع التقليدي فضلاً عن تدني مستوى الرواتب وانعدام المكافآت للصحفي فضلاً عن غياب الدورات التخصصية والتأهيل المهني.

وأضاف الغيلاني أنَّ الصحافة الرياضية تعاني من قلة الكوادر المتخصصة وافتقاد البعض للمهنية وطغيان الدوافع الشخصية عند البعض في تغطية الأحداث في حين أن الكسل بات سمة مما أدى إلى تشابه المواد في الصحف، فضلاً عن أن الكثير من الشباب يلتحقون بالمهنة باعتبارها مرحلة أو نقطة عبور مؤقتة وبالتالي فغالب المؤسسات تستعين بمتعاونين.

وطرح الغيلاني خلال الجلسة عددًا من المقترحات لتطوير الإعلام الرياضي العماني أبرزها أن تولي المؤسسات اهتماما أكبر باختيار المؤهلين للعمل في مجال الإعلام الرياضي وأن تهتم بصقل مهاراتهم من خلال الدورات والبعثات التعليمية في مجال التخصص، كما أنه لا بد من تحسين أوضاع الإعلاميين على مستوى الأجور والكفاءات، لابد من وضع خطة وطنية لتطوير الرياضة بشكل عام، وتعزيز التشريعات المنظمة للعمل الرياضي.

تغطية شاملة

من جانبه، أوضح سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام خلال الجلسة أن العاملين في مجال الإعلام الرياضي وصلوا إلى درجة كبيرة من المهنية ونحن نعتز بهم، مؤكداً على أهمية ان يتعاطى الإعلام الرياضي مع مختلف الأحداث الرياضية المختلفة، وليس مع الإنجازات فقط، كما أنه ليس مطلوبا من الإعلام الحراك مع الأحداث إذا لم يكن لها متابعة من قبل المجتمع.

خطط وإستراتيجيات الوزارة

وقال سعادة رشاد بن أحمد الهنائي وكيل وزارة الشؤون الرياضية إن الجلسة تهدف إلى الارتقاء بالرياضة والإعلام في نفس الوقت، كما أن صناعة الرياضة العمانية تأتي بعد صناعة الشباب واليوم فإن وزارة الشؤون الرياضية تعمل على رفع مستوى الرياضة العمانية في مختلف المجالات، وأشار إلى أن الاستراتيجيات والخطط والمناهج التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع الأندية والفرق والاتحادات الرياضية قادرة على صناعة رياضية عمانية، مضيفًا أن الشباب العماني قادرعلى المنافسة في مختلف المسابقات والمحافل الخليجية والعربية والدولية.

دور التسويق الرياضي

وحظي موضوع التسويق والاستثمار الرياضي والعوامل المؤثرة فيه بمناقشات مستفيضة من المشاركين بالجلسة، حيث قدم عبد الله بامخالف رئيس اللجنة العمانية لكرة الطاولة ورقة أشار خلالها على أهمية التسويق الرياضي في جذب الجمهور والرعاة ونشر اللعبة بالإضافة إلى دوره في رفع مستوى اللعبة الرياضية والمنتمين لها، وأضاف أن هناك مجالات عدة يمكن استغلالها في هذا السياق، وإيجاد عوائد من خلالها مثل (ملابس الفريق – الملاعب ـ شعار المؤسسات الرياضية – اللاعبون – المباريات والبطولات)، كما تطرق إلى بعض العوامل التي تؤثر على التسويق الرياضي منها النظام السياسي والاقتصادي للدولة والعادات والتقاليد والمسائل الدينية ومستوى اللعبة وجودتها، ومدى توفر البنية الأساسية، بالإضافة إلى مدى التقدم التكنولوجي وتوفر وسائل الإعلام التي يمكن أن تنقل الحدث.

خصخصة الأندية لتخفيف الأعباء

كما ناقشت الجلسة موضوع "خصخصة الأندية الرياضية الأهلية" حيث قدم أحمد بن سيف السيباني رئيس لجنة التسويق والاستثمار في نادي نزوى ورقة حول فوائد خصخصة الأندية الرياضية مشيرًا إلى أنَّ ذلك يضمن حسن اختيار مجلس الإدارة والطاقم الفني، ويقضي على التدخلات في المنتخبات الوطنية والفرق، بالإضافة إلى تخفيف الأعباء المالية والإدارية عن الدولة، وزيادة المنشآت الرياضية وتطويرها وصيانتها، إلى جانب ذلك فإن خصخصة الأندية من شأنها أن تفتح المجال للتنافس الرياضي والتوظيف.

 كما تحدث السيباني عن دور وزارة الشؤون الرياضية الإشرافي للأندية والدعم المقدم سواء الدعم المالي أو البنى الخدمية.

الرياضة ثروة مجمدة في السلطنة

وامتازت الجلسة الحوارية بكثرة المداخلات والتساؤلات المقدمة من المشاركين، والتي ركزت على أهمية الترويج الإعلامي لكافة الرياضات العمانية أسوة برياضة "طواف عمان" والتي تحظى باهتمام إعلامي كبير، كما طالب عدد من المشاركين بضرورة إتاحة الفرصة لكافة الرياضات للظهور الإعلامي وعدم اقتصارها على كرة القدم، كما تساءلوا عن الأدوات التي وفرتها وزارة الإعلام للصحفي الرياضي ليقوم بعمله.

كما أشاروا إلى ضرورة الاستفادة من الثروة الرياضية العمانية وتحويلها إلى صناعة حقيقية من خلال تكاتف جهود مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني.

 

تعليق عبر الفيس بوك