هلال الشيادي – سلطنة عُمان
لقد أطلت غيابك
تعال لأحكي لك قصة دمعي على إيقاع دموعك
تعال لتشرب كأس الحزن حد امتلاء الوجع
ادنُ مني لأغني لك نغمة من ألمي
***
آه ياصديقي القديم
لو تعرف ما بداخل غيمي من أسى
لتوقفت غيومك عن البكاء لتصغي إلى همسي
أيهاالمطر العزيز
لا صدر لدي ألقي فيه دمعي كما تلقيه أنت
***
صديقي المطر
أنا أحتاج إلى السماء لأنثر بها دمعتي
تماما كحاجتك إلى الأرض لتحكي لها عن أساك بحزن عميق
***
أيها المطر
دعني أسكب غيوم قلبي غيمة تلو غيمة لأروي قلبي
لا تطل غيابك
لا تحرمني سحابك
حنانيك أيها المطر المار بصدور البؤساء
لا تنسني
أنا هنا
***
صديقي المطر
أذان السماء أرهف سمعا من آذان الطين
أعرني سمعك قليلا واستمع لصمتي الشجي
اجعلني صديقك الوحيد للحظة
اترك ملايين الأصدقاء واجلس معي
***
حبيبي المطر
أطلت الحديث إليك وأنت بعيد عني
لا أشك أنك تسمع همسي وتشعر ببؤسي
أعرف أنك الآن تكتب رسالة رد إليّ
لن تصلني
لأن الريح ستبعثرها
***
صديقي المطر
شتى مزاريب البيوت عيونُ
ولهى إليــك متى اللقــاء يَحينُ
أنا هكذا كل الخلايا نخلة
ويداك للنخل الحــزين حنــونُ
انثر فؤادك نبضة في نبضة
واجمـــع فــؤادا شتتــه شؤونُ
أنا بي لمائك يا صديقي لهفة
يا ليت تشتــاق اللهـوفَ هَتونُ
صدرٌ تمر به الهموم بجدبها
سبــعٌ عجـافٌ ما لهنَّ مُزونُ
السنبلاتُ من السنين تماوتت
أوّاهُ كـــم مــرتْ عليَّ ســـنونُ
أنشد هزيمك في أنين مواجعي
كم ذاب في حادي البروق أنينُ
واسكبْ على جرحي ملائكة الرضا
أطــربْ فـؤادي فالفـؤادُ حزينُ
أنا في خيالات الطيوف مغردٌ
حدّثتُ روحي؛ والحديث شجونُ
أسَمعتَ من خلف السحائب خفقةً؟
للقلب إِنْ عــزَفَ الأنينَ لحونُ!
عذرا سأترك في التراب رسالة
وغــدا دمــوعك عنــدها ستكونُ
أنا قلب محزون عبرتُ بأضلعي
ولــديه كالبحــر الحــــزين حنينُ
إن كُنتَ تهفو كي تعانق تربة
فـأنا علــى طيـــن المشاعر طينُ
اسكبْ دموعك واحتضنّي ساعةً
اسْكــبْ دموعا مــاؤهنَّ سخــينُ
صديقك القديم ..
