يَقِيـــــن

سليمان التمياط – السعوديّة

 

يـ قـ يـ ن (١)
لكي يبقى (ما تبقى) وفق أسطورة النسيان الأزلية لايجب عليك أن تعرف الآتي:
    الإحصاء يلغي بعضه البعض مثل الأميبا.
    هناك يقين يتوالد في المنعطفات الخطرة.
    لا تثقْ في ابتسامتك الصباحية المهدرة فهي للأسف غير كافية حالياً لتغيير العالم وفق نظرية الجاذبية الجديدة.
    عليك أن لاتؤمن بـ "أوباما" وبالحظ والصدف الجميله كثيراً.
    ليس بالضرورة أن كل ما يومض وقت السَّحَر هو "فيلا" تتكون من طابقين وأريكة لاتهتز كثيراً.
    عليك أن تحشو الرصاصة بـ "الأمل" قبل الضغط على الزناد .
    عليك نسيان كل ماقيل سابقاً سبع مرات وإن لم تستطع عليك بـ ال ي ق ي ن.
***
يـ قـ يـ ن (2)
يبتكر  شعوراً جديداً:
يحتاج أن يقف على حافة الدهشة
؛ شئ يشبه "اللحن" الذي يدور في رأس فيروز وهي تسمع الصباح في حنجرة المقهى الشتويّ النائم فوق الجبل والنادل يحضر الإفطار للإنسان الوحيد المرادف لكلمة: إنتظارٌ عبقري.
ليس غريباً أنه كل يومٍ وهذه حاله: يُقدم له الإفطار في ترتيبٍ مثل الكواعب الأتراب؛ ينظر إليه كما ينظر ساعي البريد في الأبواب الخشبية المغلقة في أطراف القرية؛ ينفث ماتبقى من دخان مخلوط بأنفاس الشتاء؛ كل مايفعله أنه يترك دخان الأسئلة يلحقه وهو يترك المكان ماقبل الظهر.
وليس اعتيادياً أنه يشبه نظارته الضبابية للغاية، وليس سرَّا أن نظارته تشبه الهروب من الخيبات الكثيرة التي مرت به وبها.
وليس مهماً أنه يشبه الباب - فكلاهما - يتحركان بـ بطءٍ وهدوء وسكينة - حين يخرج بـ كامل أيامه العابرة: لـ     ال ي ق ي ن.
***
يـ قـ يـ ن (٣)
أيها المألوف مثل مدخل حيٍّ في الخامسة عصراً،
أيها القاتم مثل وداعٍ يبني فوق الأنفس سُحبًا لاتتصاعد إلّا إلى الأسفل؛
أيها الشائك مثل أسوار المستوطنات التي تُبنى بـ "ليل"،
أيها المتمترس مثل سرٍ في قلبِ تِسعيني كان عاشقًا وأصبح  ينام مبكرًا ويصحو متأخرًا،
أيها المتمرس مثل نداءات العساكر في الانصراف من الميدان،  
 لم تكن بارعاً في الموسيقى إلا أنك تملك رهافة  إقصاء النَّشاز من حولك حتى  في الأمكنة والبشر.
ماذا لو كان  إيمانك مطلقًا: حجرًا  قابلًا  للتكسير؟!
ماذا لو كنتَ وأنتَ / الـ "عامر" بـ "الخراب"...
 لاتذهب كل ثانيةٍ  بـ "جوارحك" إلى... ال ي ق ي ن؟!
***
يـ ق يـ ن (٤)
ليس وَحْشًا؛
يركض لمتعةٍ يجدها في الركض.
ليس في سباق؛
يجري حباً في الجري.
-    [x] يهرول  بلا غاية، بلا أهداف: كأنه معادلة رياضية ذات مجهولين مستحيلة الحلّ في  سين وفي صاد.
نحو القصيدة: يركض؛ نحو التخمين.
كأنه ملحمة كُتبت على نهر؛ كأنه نهرٌ يَصْبُّ في كل قلقٍ أزرق/ أعمق.
-    [ ] باتجاه أن يزرع ولا يحصد،
-    باتجاه الخطوة الأولى من كل الأشياء التي لايراها وتراه،
-    [x] نحو الـ "لاجدل" ومثاره،
-    باتجاه مِسك الاستهلال، و weekends،
-    بـ أقسى سُرعة غير ممكنة،
-    باتجاه الوقوف؛ في جريٍ مُستدام نحو...  ال ي ق ي ن.
***
يـ ق يـ ن (5)
يسقط أمامك طائر معطوب الجناح، بدون أي مقدمات، أو توقعات مسبقة أن يحصل هذا. ثم يأتي لك الإدراك على هيئة سقوط...: نحن متشابهون حد الاختلاف.. حرفٌ يُكتب ولا يُنطق.
لم يشركني المطر معه في السقوط ولو لمرةٍ واحدة؛ بحجة أنه يقول: أنا ذاكرة الصعود فلا تنظر لي إلا وأنت مبتلٌ مسبقًا بكيد مزاج المقاهي المكشوفة وعبق الممرات الخالية من النصائح المعلبة.
لا تسري عليه  قوانين اللوحة في يمين الجدار، ولا يحب أيضًا أن يراها في المنتصف، ولايعترف باليسار على هيئة خيول مطبوعة في مكان يحاول أن يسمي نفسه (كوفي شوب) بإنجليزية تقبل التفكيك والتعريب.
لانغير طباعنا... هي من تتخلى عنا  تُسَلِّفُنا للأيام على شكل قَرض طويل الأجل والمديونيّة، تأخذنا أقساطاً وتتركنا بشمولية ماركسيّة أكثر من ماركس نفسه؛ حتى وإن كنّا نبرع بالفرح والحياة،،، والـ ي ق ي ن.
***
يـ قـ يـ ن (٦)
‏الأرض لم تعد صالحة للركض من جديد ولا للانتظار والثواني: هذا الشمع حين ينبعث الليل شقيًا.
ويتحرك العُمر بـ "قلق" مثل كتابٍ تحت الطبع.
أريد أن أشعر بما تبقى منه لذلك علي إشعال الحطب والليل؛
النار كائن وجودي ينمو مثل كرة الثلج؛ الغريب أنه يقتات على الذكريات بإشعالها.
نحو الشك الذي يسبق الـ "هفوات" بقليل؛
‏⁧ ‫مجبرًا حين اختمرَ  الـ "صمت"؛‬
‏ كان علي أن أصطاد كل هذا  السواد برصاصة يـ قـ يـ ن واحدة لا أملك غيرها:
-    [x] تُرى ماذا كان يود أن يحدثني كل هذا [الهدوء]  من حولي؟!

تعليق عبر الفيس بوك