تحيا العناوين العريضة

أحمد جمعه -  مصر


أثناء الحرب..
يمدد الجنود أجسادهم على طول الحياة
جثثًا تنتظر مطر النهاية
لتهاجر ك طيورٍ
يجاهد في سبيل قنصها الوطن.
تمشي الحياة على أجسادهم الغافلة
ك قطارٍ أدمن زعيق الحصى
ثم تقف تحت نخلةٍ جفّ ثدي تمرها
تراقب الغربان وهي تسن مناقيرها.
اثناء الحرب..
كنتُ منهمكًا في تخبئة عظام روحي
لئلا تنبح عليها كلاب الخوف.
وكنت تعرّي لبن شجاعتك
فالتمّت عليه قطط البنادق.
وكان الوطن يخبز أبناءنا
الذين عجنّاهم على حبّه
ويقدّمهم أرغفة طازجة للحرب المسعورة.
عدتُ بعظامٍ جيدةٍ
وروحٍ مهزومة
وأنت لم تعد،
لكن نهرا من لبنٍ البطولة
تفجّر في قعر بيتك
وأبناؤنا في البلاد البعيدة
يمدون أيديهم إلي العالم المتغطرس
ليشحذوا وطنًا،
لا ليسكنوه؛ وإنما ليحفروا فيه قبورهم.
أثناء الحرب..
كان الرعاة يعلنون عن ..
أن حماماتٍ يتم تعديلها جينيًا
سوف تطير في سماء البلاد
وتزرق السلام
السلام الذي لم يعد غير زرق حمام
سوف ينفضه الجنود عن بزاتهم
غير آملين ببزاتٍ جديدة
أثناء الحرب..
الدبابات الساعلة تبصق على أوجه المباني
وتمسح الحياة من على جذع النخيل
الدم الذي يسيل من أشلاء زعفها.
والكلاب إن لعقت خمرًا بدل الدم
فلن تكف عن النباح
حين تشم عظام الوطن المدفونة
في لحم المغتصب.
أثناء الحرب..
تموت الفراشات
وتحيا العناوين العريضة.

تعليق عبر الفيس بوك