أحمد بن هلال العبري – سلطنة عُمان
مـــاذا ســأتـــركُ أم مـــاذا ســأحــملُـه
والـقــلـبُ كــــل الذي لاقـــاه لــذ لـه
وحِـــرتُ في أمــــرِ مفتونٍ وفـــاتــنةٍ
إذ كـلَّـمــا حـــلَّ عنـه القــيـدَ تجــدلُـه
حتى أحاطته مــن كـــلِّ الجـــهاتِ بما
يــزيــدُ عن خـيــرِ أمــرٍ كــانَ يأملـه
تـحــدثــتْ بـحـــروفٍ لا يُــشــابـهـهــا
حـــرفٌ، فأحـرفــهــا أحـبارها الـوله
قالت: فصِفْ وجه محبوبٍ، فقلتُ لهـا:
وكيفَ وصفـيَ نــوراً أنــت مِـحْـمـله
مُذْ سار في اليـمِّ قـبـطان الهـوى فَرحا
والـبـدرُ دانَ له والــريــحُ تُـــرســـله
والـمـاءُ يســقـيـه حـيـناً وجـدَ عـاشـقـةٍ
وتــــارةً بـمــيـاهِ الــــوجــدِ يـغـســله
حـتـى استنارتْ عـيـونُ القلبِ مبصرةً
بـمـن بطـرفـيـه فـي العُـشـاق يـقـتـله
بزنـجـبـــارَ رســــى قـــلـــبٌ يُـعــذبـه
مَـنْ أشـعـلَ الوجدَ في قـلبي قُـرَنْـفُـلُه
كأنها ورُبـــى "الخــضــراءِ" ملـحـمـةٌ
مـن الـجـمالِ، وأبـيــاتــي تُــفــصِّـله
البـحــرُ خيـرُ ذراعٍ قــــد أحـــاطَ بـهـا
والـبـدرُ فــي خـــدرِهـا آواه مـنـــزله
تـنَـفـــستْ خضـــرةً فــي كــلِّ زاويــةٍ
فـلــمْ تـــذرْ شــبـرَ أرضٍ لا تُـظـلله
حتـى تعانـــقَ فــي أخــــدارِ جــنـتـِـها
ما طــابَ يـرويــه بالأشـعــارِ بُـلْـبـله
عـلى لسان لـــه فـــي كــــلِّ مــنعطف
بـــدرٌ يســـامــرُه، شـمـسٌ تُـــقــبـِّــله
أمــــرُّ فــي حـــارةٍ تــروي لـنـا عـبـقا
عــن الأوائـــلِ كــــمْ زاهٍ تــسـلـسـلـه
مــن قـبـل طــه لـنـا فــي مسكهـا قــدم
مــن الـعــروبة فـــي الشـطـيـن أولـه
فـإن رسمت بـ(مـمـباسا) الـحـدود لهـا
فـ(بـــاب مـنـــدبــها) يـبـــدو تـهـلـله
وحـيث هـبـت بـ(أفــريـقـيـا) نسـائمها
فللـدعـــاة رحـيـــق طـــاب مــنـهــله
بكــفِّ شعـــبٍ عُـــمـانـــيٍ لـــه مـــددٌ
مــن الإرادةِ، والتصــمـيــمُ مـنـجــله
أبــناء جيفـر بالـتـوحـيـد شــعــلــتـهــم
بمسـجـد طـاب فـي الجـنات مـشـعـله
فكــانَ مـا كــانَ، إذْ قـــد كـان مـنـبـتـُه
بحـيــث أمـلـى بهــا سطــراً يؤصَّـله
ورُبَّ غـــــازِ أتــــى والـقـيــدُ يـحـملُه
فـعــــادَ والـقـيـدُ مهــزومـــاً يُــكـبِّــله
دَنـتْ لشـاطـئِهـا الـدُّنـيـا وفــي يــدِهــا
صـــواعُ مـجــدٍ، وهــمُّ الكلِّ سُـنـبـله
كأن عــــرشَ ســعـيدٍ فــي شواطـئِــها
يُـــعــلـي بـيُــمـنــاه مــيــزاناً ويُـنزله
حـتى رأيت نواحــي الأرضِ سـاجــدةً
لضـيـغـمِ المجــدِ، تـنـقـادُ الأســودُ له
مــا بينَ ســيــدِ قـــومٍ جــاء مُــبـتـهـجاً
وبـيـن مـنـتــظــرٍ بالـبــابِ قـُـنـصـله
له البحـيـراتُ فــي الآفـــاقِ مصغــيـة
إنْ قــــارئ الآي بالــشاطــي يـرتله
أو طــاب فــي موصـل النهرين متكئ
فــزنـجــبــار لـه بالـطـيـب مـوصــله
ســألــت آثـــارَه عــن بـعـضِ سـيـرتِه
وكـان دمـعـيَ يـجـــري حـيـن أسـأله
أرى (المــتـونيَّ) قد ألقى عصَــاه بــه
ومــنــه سار على الـبـاقــي تـــوكــله
حـتـى تــنـفَـست الـشـطآنُ مـن عَـبـــقٍ
في (بـيـتِ ســاحـلِـه) إذْ عـزَّ سـاحـله
وحــدثـتـني عـمــدانُ الـعـجـائـــبِ عن
قِـــرمٍ أقـــامَ لــــه صــرحاً يطــــوِّله
به الـمــرايــا تـشـظــت بعـــد سـيـدهـا
وراق فــي الـمـتـشـظـي لـي تــأمــله
أنــاخ فـيــها سـكــونٌ مـــا يُــحــركــه
إلا نــســيــمٌ يُــرجـِّـــي مــن يُــعـلـله
كـان الطـعـام به حـلـوى،، وضـيـفـني
بـرغم شــوقــي إلــى لــقـيـاه حـنظله
لــعــلَّ فــي شــرعـةِ الأيــامِ خـيـرُ يـدٍ
مـما يُــعـانـيـه، مــنْ بلــواه تـنــشــله
مـن غــابـةِ شـجــرُ الإهمــالِ يـملــؤها
والــقـلـبُ عُــتـبـى لُمـن مازالْ يُهمله
كأنــه لــم يكــن تــاج الــرؤسِ عــلـى
مُـلْـكٍ، عـمانُ بخـيـطِ المـجـدِ تـغـزله
عسـى بأنْ يـسـتـديـرَ الكـونُ في زمـنٍ
بـه لسـانٌ تُــنـادي الـكـونَ (نـحنُ له)
فـإنــنــي أنــــثـر الآمـــال فـــي بـلـــد
بظـــل دوح يــغــــذيـنــي قــرنــفـله
لـيـنـحـنـي الـدهـــر إجــلالا لـقـسـورة
لـم تـنـس فـيـه عــرين الـعــز أشـبـله
لـتـهـتـدي زنجـبــارُ الـمجـدِ فـي لُـجَـجٍ
فـنـحــن آخـرُ ذا الـشــاطـــئٍ وأولُــه
