تكريم الإبداع

 

 

الثقافة هي عنوان التقدم لأي أمة من الأمم، متى ازدهرت وحظيت باهتمام واسع في بلد ما فإنّ ذلك البلد يتقدم وينهض ويتطور يوماً بعد الآخر.. وعندما تحتفي الدولة بالمبدعين فذلك يعني أننا على الدرب الصحيح، فإبداعتنا هي التي تصنع الحضارة وتكتب التاريخ بحروف من نور، لتصنع أعمالا خالدة.

وبالأمس كنا على موعد مع العرس السنوي الكبير الذي تتلألأ فيه نجوم المبدعين وتتألق في سماء البلاد فنونهم وأعمالهم، كرمنا الرموز ومنحنا المبدعين جوائز التفوّق، وكأنّها نياشين من ذهب على صدر الحركة الثقافية العمانية.. انتصر القلم والأوراق وعلا شأن أصحابها، هؤلاء المبدعين الذين استحقوا جوائز الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات عام 2017، إضافة الى تكريم الأب الروحي للمثقفين العمانيين، الأديب الكبير أحمد الفلاحي، وما يعنيه ذلك من تقدير وإجلال لاسم وعلم كبير في الثقافة العربية والعمانية.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تمّ تكريم مكتبة لها اسم وحكاية إنسانية مؤثرة ذات دلالة، وهي مكتبة دار الكتاب العامة بصلالة، التي تعد منارة للفكر والبحث والدراسة والمعرفة، وهو تقدير وتكريم يتضمن رسالة إلى من يهمه الأمر، بأنّ هذا المجتمع يضع الثقافة نصب عينيه، ويدرك أنّ التقدم لن يتأتى إلا بالإبداع والتفوق وتغذية العقول واكتشاف المواهب.

أمّا المسابقة التي شهدت إقبالاً من عدد غير قليل من الكتاب والمبدعين في مختلف فنون الكتابة من شعر وقصة ورواية ونقد ودراسات، وكل الأعمال وضعت تحت مجهر لجان التحكيم التي لم تتردد قبل إعلان النتائج أن تفصح عن احترامها وإعجابها بالمستوى الثقافي لجميع المتنافسين، والصعوبات التي واجهتها عند الاختيار.

وحملت النتائج دلالات بالغة الأهميّة، تركت الكثير من الفرح في القلوب، فها هي المرأة شريك ومنافس حقيقي كمبدعة ومثقفة، وجزء من نسيج الحركة الثقافية العربية والعمانية، وها هم الشباب أيضًا من بين الفائزين.

إنّ جوائز الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات، قدمت الصورة الحقيقية لعمان الثقافة والحضارة والفكر، بلادنا المبدعة التي أثرت المكتبة العربية بأمهات الكتب والنصوص قديما، تعود مجددا لتصنع حراكا في مياه الثقافة العربية، التي تتلاطمها الأمواج من كل جانب.. مبارك للفائزين ومبارك لعمان هذه النخب والعقول المتقدة بالفكر الرفيع.

تعليق عبر الفيس بوك