مازِلْتِ على قيدِ الحياةِ

فاتن با كير - سوريا


إن هذا الذي درَّبَني على الصبر حين يكون غائبًا...
وكأنه يرمي حصى في بحيرة عميقة...
فيتسع لها المدى....
ويصبح في وسعه أن يحدِّدَ كم من الحسرات عليه أن يرميها في قعر قلبي...
أصبح له ألف جناح ليحلِّق بها إلى الأفق
متناسيًا السقوط في معصياتي....

احترفت الحزن مهنة وهو أبغض الأعمال
وأطولها مهنةً....
ويمكنك أن تلبسه كرداءٍ يخفي كل ما تحبُّه
دون أن يبدو عليك أنك تكابر للخلاص منه
إنها مهنة ثابتة ستظل مرتبطًا بها إلى أن تموت....
ولن يكون لديك مكافأة  نهاية خدمة....
ولا تعويض مسؤولية....
ولا حتى ابتسامة من يحلمون بمساء دافيءٍ
إنَّه فقط نهاية مؤلمة لكل شيء جميل آمنت به وصدقته.....

أعجز تمامًا عن التفكير أنني لوحدي طوال الوقت...
وأن الذي يحيط بي هو مجرد ظلال
وأنا أقوم باختراع أشخاص يشبهونني...
وحين تجتاحنا الكآبة نهرع لبعضنا كي نتكلم
الوحدة ظالمة.....
مُرَّةٌ....
أشعر بها تنفث شرها في وجهي...
وتسحب مني أية مقاومة....
فأستسلم ببساطة...
أجلس مع نفسي بكل خنوع وأسمح لها أن تحركني كما تشاء....
تسلطّ عليّ كل شرِّ العالم وتجرُّني إلى الهاوية
هاوية الفراغ.. وإغلاق الروح عن أية بهجة
ولكي أفتح عينيّ كل صباح دون مشقّة
عليّ أن أقول لروحي:
أنت مازلت على قيد الحياة..  
على قيد التجارب الثقيلة التي سترميها وراء ظهرك....
على قيد الابتسامات القادمة..
وسترغبين في كتابة شيءٍ ما يحررك من خيباتك وفشلك المتلاحق....
دون اللجوء إلى حُقَن التحريض اليومية كل صباح كي تنهضي.....

تعليق عبر الفيس بوك