أنشطة بحرية واعدة

تحظى بلادنا بتاريخ بحري ممتد إلى عصور قديمة قدم الإنسان، بفضل ما تزخر به من شواطئ تمتد لنحو 3165 كيلومتراً، وتطل على 3 بحار؛ بحر عُمان ‏وبحر العرب والخليج العربي، الأمر الذي أسهم في نشاط بحري واسع على طول هذا الشريط الساحلي.

ولذا يمثل انعقاد حلقة العمل التي حملت عنوان "تطوير قطاع الأنشطة البحرية بالسلطنة" أهمية كبرى، إذ سعت الحلقة بمشاركة الخبراء والمختصين إلى بحث الصعوبات والتحديات التي تواجه الشركات العاملة في القطاع البحري وسبل تطوير الوجهات السياحية البحرية.

ويسهم الموقع الاستراتيجي للسلطنة في ازدهار التجارة البحرية، وتعكف الجهات المعنية على الاستفادة من مثل هذه المقومات، بما يخدم خطط التنمية وتحقيق استدامة المشاريع.

وتأتي الحلقة ضمن سلسلة فعاليات ومناقشات متواصلة لتطوير قطاع الأنشطة البحرية بما يليق بطموح وموقع وإمكانيات البلاد الجغرافية والاقتصادية، وفي إطار الاهتمام المتزايد بالنقل البحري والقطاع اللوجستي بشكل عام، والذي يعد من أفضل القطاعات الجاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي، وإحدى أبرز وسائل تنويع الاقتصاد في أي دولة.

وما تستهدفه السلطنة من هكذا مناقشات، هو تسليط الضوء على المعوقات التي تحول دون تطور الأنشطة والتوسع في المشاريع؛ خاصة وأن الموانئ العمانية تمثل بوابة رئيسية لمختلف محافظات السلطنة، وكذلك نافذة لدول أخرى تستورد من خلالها ما تحتاج إليه من بضائع وسلع.

ولا شك أنّ تأسيس شبكة لوجستية متكاملة تشمل الاستيراد والتصدير والتخزين والإمداد والبريد السريع، من شأنه أنه يعزز قدرات السلطنة في هذا القطاع، ويجتذب العديد من الاستثمارات الوطنية والأجنبية، ما سيفتح بابا لخلق وظائف جديدة لشبابنا الباحثين عن عمل، وكذلك يوفر المزيد من فرص الأعمال لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، الذين سيحققون معدلات نمو جيدة من خلال الاستفادة من الأعمال المصاحبة للمشروعات الضخمة، وكذلك أنشطة الشركات الكبيرة.

ومن الدلائل على المستقبل الواعد لقطاع النقل البحري في بلادنا، ما تشهده المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من مشروعات؛ تعكس حجم التطور الذي تشهده هذه البقعة المهمة من أرض الوطن، وما يمكن أن تسهم به مستقبلا في تعزيز النمو الاقتصادي.

إنّ جهود مؤسسات الدولة لتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي متواصلة، وتؤكد للقاصي والداني أنّ المستقبل الاقتصادي للبلاد يسير في الاتجاه الصحيح، وأنّ عملية التحديث والتطوير مستمرة، لتفادي العقبات وزيادة المحفزات.

تعليق عبر الفيس بوك