خلود الحضرمية تنال الدرجة العلمية من جامعة السلطان قابوس

رسالة ماجستير ترصد عوامل الضعف في تطبيقات الهواتف للصحف.. وافتقاد عناصر الجذب بالمقدمة

مسقط - الرؤية

"خصائص تطبيقات الهواتف الذكية للصحف والمجلات في سلطنة عمان".. هو عُنوان دراسة تحليلية أعدتها الباحثة خلود بنت خميس بن عبدالله الحضرمية طالبة ماجستير من قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس.. تسعى الدراسة لتحليل خصائص الشكل والمضمون لجميع تطبيقات الهواتف الذكية للصحف والمجلات العمانية المتوفرة على الهواتف الذكية، والتي تعمل بنظامي الأندرويد وآبل.

استخدمت الباحثة في هذه الدراسة منهج المسح الإعلامي "مسح مضمون وسائل الإعلام"؛ من خلال المتابعة اليومية لتطبيقات الهواتف الذكية "عينة الدراسة". إضافة إلى إجراء مقابلات غير مقننة مع القائمين على هذه التطبيقات في الصحف والمجلات العمانية. وقد شملت عينة الدراسة جميع التطبيقات "الفعالة" الخاصة بالصحف والمجلات في سلطنة عمان -سواء الصحف الحكومية أو الخاصة والناطقة باللغتين (العربية والإنجليزية)، وكذلك المجلات العربية والإنجليزية. وتم حصر العينة في 9 تطبيقات للهواتف الذكية تشمل تطبيقات المؤسسات الصحفية العربية والإنجليزية سواء كانت صحفا أو مجلات، وهي: تطبيق جريدة عمان (Oman daily)، وتطبيق جريدة الشبيبة "واتس علوم"، وتطبيق صحيفة تايمز اوف عمان (Times of Oman) باسم (whatsNews)، وتطبيق صحيفة البرزة النصفية، وتطبيق مجلة الخزينة، وتطبيقات المجلات التي تصدرها "مجموعة المتحدة لخدمة وسائل الإعلام" وهي أربعة تطبيقات؛ تتمثل في: تطبيق مجلة "عالم الاقتصاد والأعمال"، وتطبيق مجلة المرأة (Almara)، وتطبيق مجلة (Oman Economic Review)، وتطبيق مجلة (Signature).

وقد خرجت الدراسة بعِدَّة نتائج؛ منها: عدم استثمار واجهة المستخدم في أغلب تطبيقات الهواتف الذكية للصحف والمجلات في السلطنة من ناحية الشكل والمحتوى، وافتقاد الواجهة لعناصر جذب المستخدم، وتشير النتائج أيضا إلى أن تصميم تطبيقات الهواتف الذكية للصحف والمجلات التي تناولتها الدراسة لا يحقق سهولة التنقل داخل التطبيق؛ الأمر الذي يشكل صعوبة على المستخدم، ويحول ذلك دون بقائه فترة زمنية طويلة في التطبيق.

كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن تطبيقا "واتس علوم" و(WhatsNews)، يستخدمان قوالب فنية جديدة في عرض محتواهما الإخباري، كما أن التطبيقين يخصصان محتوى خاصا بالتطبيق ومختلفا عن النسخة الورقية والموقع الإلكتروني للصحيفتين. أما بالنسبة لباقي تطبيقات العينة، فاستخدمت قوالب صحفية تقليدية في عرض المحتوى الذي لم يختلف عن النسخة الورقية لها؛ وذلك بسبب افتقاد التطبيقات إلى وجود فريق متخصص لإعداد محتوى إخباري للتطبيق على عكس تطبيقي "واتس علوم" و "WhatsNews" اللذين يُخصصان فريقا لذلك. كما كشفت الدراسة عدم اهتمام تطبيقات العينة بتحديث محتواها الإخباري بشكل مستمر خلال اليوم باستثناء تطبيقي "واتس علوم" و(whatsNew)، وأكدت نتائج التحليل أيضا محدودية توظيف التفاعلية من قبل تطبيقات العينة، وضعف سهولة الاستخدام (Usability).

وأوصت الدراسة بالاهتمام بواجهة المستخدم في التطبيقات، وتخصيص فرق عمل لإعداد وإدارة المحتوى الخاص بالتطبيق وتحديثه باستمرار، وإدارة التطبيق فنيا، وكذلك يجب أن تهتم تطبيقات الهواتف الذكية للصحف والمجلات في سلطنة عمان بجودة المحتوى وأنواع القوالب الفنية المستخدمة بما يتناسب واهتمامات الجمهور ومستجدات الإعلام، وبما يتماشى مع مستجدات خصائص الهاتف الذكي. وكذلك توصي الدراسة بضرورة أن تستعين المؤسسات الصحفية بشركات متخصصة في تصميم تطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بها للخروج بتطبيق هاتف ذكي متطور بمعايير حديثة.

وأشارت الباحثة إلى ندرة الدراسات في المكتبة العربية عموما، والعمانية خاصة، في مجال تطبيقات الهواتف الذكية ومدى توظيفها كوسيلة لإنتاج المضمون الصحفي ونشره وتوزيعه، على الرغم من التأثير المباشر لهذه التطبيقات على الجمهور المستخدم لها وسرعة وصولها للجمهور في الوقت الراهن. وبالتالي تتمثل أهمية الدراسة في كونها الأولى -على حد علم الباحثة- التي تبحث في مجال تطبيقات الهواتف الذكية في سلطنة عمان. ولأن الدراسة تهتم بالبحث في خصائص تطبيقات الهواتف الذكية كمنصات إخبارية مستخدمة من قبل المؤسسات الصحفية في السلطنة، ومن جوانب أهمية هذه الدراسة أيضا إمكانية الاستفادة من نتائجها وتوصياتها في تطوير محتوى تطبيقات الهواتف الذكية التي تستخدمها حاليا الصحف والمجلات العمانية. وتتوقع الباحثة أن الدراسة سوف تسهم في تشجيع المؤسسات الإعلامية في السلطنة التي ليس لديها تطبيقات هواتف ذكية على تقديم تطبيقات جديدة خاصة بها لتتماشى مع احتياجات جمهورها.

وأوضحت الدراسة أن الدراسات العلمية تشير إلى أنه بحلول العام 2020، سيكون هناك 6.1 مليار مستخدم للهواتف الذكية فى جميع أنحاء العالم. وكشفت دراسة حديثة أن متوسط الوقت الذي يقضيه مالكو الهواتف الذكية البالغون في الوطن العربي في استخدام هذه الأجهزة يصل إلى ساعة يوميا. وأوضحت الدراسة التي كشفت عنها شركة "فروت آبس" لتطوير التطبيقات، أن 60% من مستخدمي الهواتف الذكية في العالم العربي يستخدمون هواتفهم أكثر من مرتين يوميا. كما ظهر نمط جديد من الصحافة يطلق عليه صحافة الموبايل Mobile Journalism يستخدم على نطاق واسع للإشارة إلى استخدام نفس الأجهزة كمنصات لتوزيع المنتج الإعلامي على أعداد كبيرة من القراء. وفي ضوء هذه الأرقام ونظرا لسرعة تطور تطبيقات الهواتف الذكية وانتشار استخدامها على مستوى العالم كمنصات لنشر وتبادل الأخبار، فإن دراسة خصائصها كمصادر إخبارية للجمهور يبدو مهما، ومع انتشار استخدام وتوظيف تطبيقات الهواتف الذكية على مستوى العالم، طورت مؤخرا بعض المؤسسات الإعلامية في سلطنة عمان عموما والمؤسسات الصحفية خاصة تطبيقات إخبارية لها على الهواتف الذكية. لذلك تبلورت مشكلة الدراسة في تحليل خصائص ومضامين تطبيقات الهواتف الذكية للصحف والمجلات في سلطنة عمان من حيث الشكل والمضمون.

وضمت لجنة مناقشة هذه الدراسة كلا من الدكتور حمود بن خميس النوفلي رئيسا للجنة، والدكتور حسني محمد نصر مشرفا رئيسيا على الرسالة، والأستاذ الدكتور هشام عطية عبدالمقصود من كلية الإعلام بجامعة القاهرة ممتحنا خارجيا، والممتحن الداخلي الدكتور محمد مختار ساطور، وقد قررت اللجنة منح الطالبة خلود الحضرمية درجة الماجستير في مجال الإعلام.

تعليق عبر الفيس بوك