قصيدتان

إبراهيم بالعواد – مراكش

(1)     يحاججني قلبي
هذه عادتُه دائمًا
قبل أن أفرش له صبري
المرقّعَ بلكمات الليل
بعيدًا عن صوتِه المنكسر
كي ينام
وألُّفُه خوفًا عليه
من زائرٍ منحرفٍ
بما وفرت من دفء العاطفة
ووسادة للاحتماء
 تحبلُ كلَّ ليلة
بحلم قابلٍ للنمو
يسألني دائما
إن كنت أسكنه
هو ذا القلب
وأهمس بحبي إلى الأعماق
حيث يرقد توأمه
فأشير بأريج قلب إليه
أسأله
من يسكن الآخر
أذهبتُ يوما بمفردي
دون أن يقودني بخياله؟
إلى الهاوية
أكسرتُه ذات يوم
ولم أتألم؟
أأنستُ نارا لخيبتي وهيبته
ولم يتدفأ؟
أعزفتُ انتصارا لنزوته
ولميتغنّ؟
أخذلت يوما إحساسي
ولم يتشكّ

(2) القبر
لا جدوى من البقاء ميتا
طوال الوقت
حتى المكان
الذي يروض يقف في الخارج
غير محفز على النهاية
كنت أتعلم الموت
أتنخم اسمي على منديله
وأنقش حروفه مبعثرة
في الزحام
فوجدت نفسي ضعيفا
وحبال صوتي متعبة
لم تستطع بلع تذكرة العبور
خانتني مذكرتي
ولم تستطع تذكر اسمي
وانخسفت متخفية
من عقدها صربها؟
في ثوب البداية
ومع هبوب حروف السؤال
ورياح أول العمر
عقدت خطاها
التي تركت حذاءها المنزعج
ينقر بصمت.. بصمت
على ضفاف مخيلتي
تركتني وحيدا
أقاوم وقوفي المخترق
باللاشيء
لكن
أرأيت شيئا يستحق الحياة
****
ما ذنبي
أنا لم أقترف الحياة
كنت أتوكأ على ظهر الليل
وأمسد شغفي برؤية النهار
وهو يجمع رحائله ويفرُّ
وألمع عيون المقبرة
وأمسح دموعها العالقة
على العشب
الذي لم ينم
مند هبوب رياح عطر قابل
لهذه الناحية
وأراقب الليل
وهو يتدحرج إلى السماء
من خلف الجبال
كنت أجلس على رأسي
أرتب تخميني المبعثر
على أزرار أمسيتي
أحب أن أرى المشهد من عند نهايته
لذلك أحاول أن أبدو عالقا
في مرآتي

تعليق عبر الفيس بوك