دعم سامٍ للثقافة والفنون

أيامٌ قليلة تفصلنا عن إعلان الفائزين بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها السادسة، والتي تعد واحداً من أبرز الأحداث الثقافية والأدبية على المستوى العربي والعالمي، وتأتي تكريمًا لخيرة الكتاب والمُثقفين العرب وأصحاب البصمات الواضحة في مسيرة العمل الثقافي والفني والأدبي بالعالم العربي.

والجائزة تترجم الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- بالإنجاز الفكري والمعرفي، وتؤكد الدور التاريخي للسلطنة في ترسيخ الوعي الثقافي؛ باعتباره الركن الأصيل في بنيان الرقي الحضاري للبشرية.

وشهدت الجائزة هذا العام إقبالاً جيدًا؛ إذ إنَّ من بين المترشحين أسماء مرموقة على مستوى الوطن العربي في المجالات الثلاثة المحددة.

وللجائزة أهمية كبيرة على المستوى العربي، فأهم ما يُميزها ويمنحها ثقلاً وبعداً ثقافياً وحضارياً كبيراً أنها تحمل اسم جلالة السلطان المعظم- أيده الله- راعي الثقافة والفنون ورمز التسامح والسلام في الوطن العربي والعالم، كما إن الجائزة تضع عُمان في مقدمة الدول المهتمة بالحراك الثقافي العربي والساعية إلى دعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية، باعتبارها سبيلاً لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني، وغرس قيم الأصالة والتجديد لدى الأجيال الصاعدة؛ من خلال توفير بيئة خصبة قائمة على التنافس المعرفي والفكري. وتستهدف الجائزة تكريم المثقفين والفنانين والأدباء نظير إسهاماتهم الفكرية في الارتقاء بالوجدان الإنساني، وتأكيد المساهمة العُمانية ماضيا وحاضرًا ومستقبلا؛ في رفد الحضارة الإنسانية بالمنجزات المادية والفكرية والمعرفية.

وفي مسيرتها العامرة منحت الجائزة للعديد من الأسماء المرموقة على المستوى العماني والعربي، وقائمة الشرف تتزين بأسماء من كبار المثقفين وأساطين الفن والأدب في السلطنة والعالم العربي.

والجائزة بطابعها العماني الأصيل تضع الثقافة والأدب والفنون بأنواعها في مكانة سامقة، وتبرهن على أن الدعم السامي للثقافة والمثقفين وأصحاب الفكر النير، متواصل ودائم، وهو ما يتضح من القيمة المعنوية الرفيعة للجائزة، من خلال منح الفائز وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب، فضلاً عن القيمة المالية الكبيرة.

إنَّ الحرص السامي على تعزيز جهود التنوير في المجتمعات العربية جلي للعيان، يشهد به القاصي والداني، كما إن التكريم السامي للمبدعين ورواد الفن والفكر ممتد منذ فجر النهضة، وسيتواصل في المستقبل بإذن الله.

تعليق عبر الفيس بوك