"نصف المجتمع".. شريكة في نهضة الوطن

لكل امرأة تجلس على مكتبها تشارك في تقدم مؤسسات الدولة أو في صف دراسي تنير لأبناء الوطن مصابيح العلم، أو في المستشفى تخفف الآلام بلمسة حانية، أو في المنزل تصنع سر الحضارة وتربي أجيالا وأجيال .. إلى الوزيرة والسفيرة والمحامية والمُعلمة والطبيبة والمهندسة ورائدة الأعمال والقائدات في شتى ميادين العمل والبناء، تهنئة من القلب بمُناسبة يوم المرأة العمانية.. كل عام ونصف المجتمع بخير. كل عام والمرأة العمانية تواصل- يدا بيد- مع الرجل وضع اللبنات في صرح النهضة الشامخ.

إنه يوم وجب علينا أن نؤكد فيه للمرأة أن لا شيء يمضي بدونها، فالأسرة والمجتمع والاقتصاد والتاريخ والتنمية تتواصل بمشاركة المرأة، بكل استقلالية وحرية ومساواة- أمام القانون- مع الرجل في الحقوق والواجبات.

إنَّ احتفال السلطنة بيوم المرأة العمانية والذي جاء بناءً على التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- يُجسد ما تحظى به المرأة من اهتمام ورعاية وتقدير لما تقدمه من أجل أسرتها ومجتمعها، فهي الأم والابنة والزوجة والأخت، الطالبة المتفوقة والمرأة العاملة، تؤدي واجبها على أكمل وجه، شريكة في العمل الوطني جنبًا إلى جنب مع الرجل، تسطر كتب نجاحها في العمل العام والخاص وتشارك بجد واجتهاد في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية وفي الفنون والآداب، دون أن تغفل أن عليها القيام بدور أساسي في التربية وتعزيز التماسك الأسري والتآلف الاجتماعي.

السابع عشر من أكتوبر، مُناسبة جديرة بالاحتفاء، كونها تُسلط الضوء على ركن أساسي من أركان التنمية، التي يصعب نجاح عملياتها دون مشاركة طرفي العنصر الإنساني؛ الرجل والمرأة، وهي عنصر لا غنى عنه ولا ينبغي تجاهله، طالما أن التنمية هدفها الإنسان وبواسطة الإنسان، والمرأة هي محور الإنسان الذي لا حياة له بدونه.

ويبقى القول.. إنَّ المرأة العمانية لم تدخر جهداً من أجل إثبات تفوقها، والتقدم بخطوات واسعة لتتبوأ مكانة تليق بها، في دولة عصرية لا تفرق بين أبنائها؛ حيث تمضي المسيرة بلا توقف منذ فجر النَّهضة المُباركة، بعزم راسخ وبخطى واثقة، نحو المجد والتقدم والنماء والرفاهية للجميع، في بلد المؤسسات والقانون وموطن الحب والتسامح.

تعليق عبر الفيس بوك