المرأة العمانية تتألق في المناصب القيادية مع الحفاظ على مهام الأم والزوجة

 

الرؤية - فايزة الكلبانية

أكدت صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد، أن المرأة العمانية منذ القدم كانت لها بصماتها الخالدة في المسيرة التنموية بالبلاد؛ فقد تخطت بإرادتها وعزيمتها ذاك الدور الذي يقتصر على كونها الأنثى والأم والزوجة التي تأخذ على عاتقها الاهتمام بمنزلها وأسرتها، لتصنع دورا آخر ملموسا، إلى جانب دورها في التربية وصناعة الأجيال؛ لتتقلد في العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وتتبوأ مناصب قيادية، وتشارك الرجل في النهوض بالمسيرة التنموية في البلاد، ويكون لها رأيها ودورها في كافة الميادين، ولم تقبل بأنْ تضع حدودا لطموحاتها التي لا تقف أبدا عند إنجاز إلا ويتجدد بإنجاز آخر أكبر، وقد لا نبالغ إذا ما قلنا بأن المرأة العمانية شريكة شقيقها الرجل في ميادين عدة، فهي نصف المجتمع، والمجتمع كله إذ اردنا لها أن تكون، ولن ترضى بالقليل. وتكريم حضرة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- بتخصيص يوم للمرأة العمانية دليل على الثقة السامية في قدرات وكفاءة المرأة العمانية، فلنكن عند حسن ظن قائد البلاد المفدى، ولنشمر عن سواعدنا لنثبت للجميع بأن صوت المرأة العمانية بعزيمتها وإرادتها واجتهاداتها قد وصل لكافة المحافل الدولية والإقليمية والخليجية، فهنيئا للمرأة العمانية يومها هذا.. وكلنا فخر بأننا عمانيات.

 

تحية إجلال وتقدير للمرأة

من جانبها، قالت نصرة بنت سلطان الحبسية مديرة الدائرة القانونية بالهيئة العامة لحماية المستهلك: في كل يوم من عمر النهضة المباركة يسطِّر التاريخ ما حققته المرأة العمانية بحروف من نور في جميع المجالات؛ فتخصيص هذا اليوم للمرأة تكريما لإنجازاتها وتعزيزا وتمكينا لقدراتها، فقد حظيت المرأة العمانية بالرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- إيمانا من جلالته -أبقاه الله- بالدور الريادي للمرأة التي تشكل الجناح الآخر للمجتمع وقدرتها على المشاركة الفاعلة في مسارات التنمية الشاملة، والتي ترتكز في منطلقاتها على الإنسان عنصرا أساسيا في بناء الأوطان وصناعة الحضارات؛ فالطاقات البشرية الموجودة في المجتمع دون تمييز بين النساء والرجال، يصبح الاهتمام بالمرأة العمانية وبدورها في تنمية المجتمع جزءاً أساسيًّا في عملية التنمية ذاتها، إضافة إلى تأثيرها المباشر في النصف الآخر؛ وذلك لأن النساء يشكلن نصف المجتمع وبالتالي نصف طاقته الإنتاجية، وقد أصبح لزاماً أن يسهمن في العملية التنموية على قدم المساواة مع الرجال، بل لقد أصبح تقدم أي مجتمع مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى تقدم النساء وقدرتهن على المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. والمرأة العمانية كان لها السبق في المساهمة في التنمية بوحدتها البيولوجية المتميزة عن الرجل، استطاعت أن تأخذ دوراً بارزاً في مراحل التحول التي تمر بها الدول وخاصة العربية، فأكدت جدارتها في كل ميادين العمل وإنجازاتها أينما أدت واجبها، فهي تسقي جذورها من الإرث التاريخي والحضاري للمجتمع العماني الضارب، وتقدم نفسها مع شقيقها الرجل جنبا إلى جنب لدفع مسيرة التنمية والبناء، كما أراد لها صاحب الجلالة -أبقاه الله تعالى وأمده بالصحة والعافية- حين هيأ التعليم منطلقا لفتية روحها المسكونة بالشغف والأحلام والطموحات؛ حيث حرك التعليم طاقاتها وأخرجها، وهي تشغل مع الرجل الوظائف والمناصب.. فلا نستطيع أن نحصي فضائل المرأة مهما كتبنا عنها، ولا يمكن أن نصف سيكيولوجيتها مهما تتبعنا ذلك، فكلما أنسنا شيئاً فيها ظهر آخر، وكما كرمت بادرت بإثبات أحقيتها بالتكريم.

وأضافت الحبسية: أولت السلطنة عنايتها واهتمامها بالمرأة وأشركتها في كافة المجالات فكانت في طليعة المتقلدين للمناصب والعاملين في المرافق الحكومية؛ فأوكلت إليها منذ بداية نهضتها تولي المناصب السياسية والخدمية والتقنية، وبدورها أثبتت المرأة العمانية أنها جديرة بهذه الثقة. ولتحقيق المساواة مع الرجل في كافة الحقوق المدنية وللوقوف ضد سياسة التمييز، فقد انخرطت المرأة العمانية في كافة الأطر النقابية والجماهيرية كمجلس الشورى والمجالس البلدية، فأصبحت المرأة العمانية منافسة وعضوة في هذه المجالس، وكرمتها الدولة لتأخذ مكانتها في مجلس عمان، وهو أعلى مجلس تشريعي في السلطنة بفضل التوجيهات الرشيدة لقائد المسيرة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه.

وأضافت: هذا الوعي المتطور لنضال المرأة وحدوده يمكن أن يكون مقصوراً على الطلائع النسائية المثقفة، وهي التي لا تتميز عن بقية طلائع المجتمع الأخرى كالطلاب والشباب والعاملين، وهنا يبرز العامل المهم الذي يصل إلى إملاء هذا الوعي بمضمونه الاجتماعي التقدمي إلى جماهير النساء، وتحريضهن على القيام بأنماط معينة من السلوك الحضاري على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية والأخلاقية، وصولاً إلى مجتمع متحرر خال من الأوهام والعقد وكافة المشاكل الوجودية المزمنة.

وترى الحبسية أن الوعي بمضمونه الاجتماعي التقدمي أثبت أن المرأة العمانية تسير -وبكل ثقة وجدارة- في مقدمة الركب الحضاري؛ فهي برغم دورها الكبير في كينونة الأسرة والمجتمع، إلا أنها أثبتت جدارتها في مجالات شتى أينما أوجدت لها، لقد أثبتت المرأة العمانية أنها ليست كما صورها البعض مجرد مخلوقة وديعة تود أن تحب فقط بفضل ما زودتها طبيعتها الانسانية من غرائز تشتمل على قسط كبير من النزعات الغرائزية العاطفية، بل ارتقت بفضل مواهبها إلى أن تبؤات وبجدارة كل المناصب التي تقلدها الرجل، بل وتفوقت عليه في كثير منها، بفضل ما تتمتع به من مواهب وإتقان، فانخرطت في العمل في المجالس التشريعية والنقابية وتقلدت المناصب القيادية والسياسية والتقنية والعسكرية، وأثبتت جدارتها وريادتها في المجالات التجارية والمهنية والإدارية الخاصة، فنبغت في ريادة الأعمال وسوق العمل وفي المحاماة والطب والتقانة والعلوم والفنون...وغير ذلك الكثير، وأسهمت بدور فعال في المشاركات المجتمعية والتطوعية بشتى أنواعها وكانت خير معين.

وأضافت: إن يوم المرأة العمانية بمثابة تتويج لكل امراة عمانية وتجديد للعهد، كما يمثل مرجعا للاعتزاز والفخر، فتحية إجلال وتقدير للمربية الأولى وصانعة الأجيال بامتياز، وصاحبة الجدارة في كل المجالات.

تعليق عبر الفيس بوك