خالد بن علي الخوالدي
في هذا اليوم 17 أكتوبر تحتفل المرأة العمانية بيومها القابوسي العُماني حيث حدد مولانا المعظم هذا اليوم ليكون يوماً للمرأة العمانية إيماناً من جلالته بمكانتها ودورها الكبير في بناء عُمان مع أخيها الرجل، وفي هذا اليوم تحديداً تنشد المعلمات المغتربات أن يكون مسؤولو التربية على قدر المسؤولية التي ألقاها عليهم مولانا السلطان وادعوهم للاطلاع على هاشتاج (أزمة معلمات مغتربات) حتى يدركوا أنهم يمضون على خطى مخالفة لما يفكر فيه السلطان قابوس-حفظه الله ورعاه-
ولن أعبر عن القضية برأيي الشخصي حتى لا أتهم بأني ضد وزارة التربية والتعليم بل سأنقل بعض التغريدات المنشورة في الهاشتاج فربما لم تصل إلى مسؤولي التربية وليس لديهم خبر عن وضع المعلمات المغتربات اللاتي أكمل بعضهن تسع سنوات والبعض ثماني وسبع سنوات دون أن تكون هناك مراعاة لا شرعية ولا إنسانية ولا تربوية، ودون أن يكون هناك تقدير واحترام لمكانة العلم والمُعلمين فمنذ تلك السنوات والقصص تتوالى عن وفيات نتيجة الحوادث المرورية وإصابات جسدية ونفسية وحالات إجهاض وإسقاط أجنة وسرقات وتعدٍ على العرض والمال وغيرها مما لا يُمكن ذكره ووصفه.
وأنقل لكم قصة تابعتها في الهاشتاج تقول في بداية توظيفي تم تعييني في مُحافظة ظفار وتم توزيعي في مدرسة على الحدود اليمنية وكان عمر ابني 50 يوماً والعام القادم سيكون بالصف الأول وأنا ما زلت متغربة، وفي بداية الدوام عانى ابني من وعكة صحية استدعت إجراء عملية في المستشفى السلطاني وبسبب حالته الصحية دخلت في نوبة بكاء حادة(علماً بأن هذه المعلمة من محافظة مسندم فيما يتم تعيين معلمات في هذه المحافظة من محافظات أخرى).
وقصة أخرى كان عنوانها (أمنتك ابنتي) تختصر حالة الشتات التي تعاني منه المعلمات المغتربات حيث قالت المعلمة التي توفيت في حادث سير في طريق عودتها إلى بيتها والذي لم تشعر بالأنس فيه والراحة، قالت كلمتين فقط ولكنها هدت كيان زوجها الذي أصابه الذهول والانهيار والذي ذيل رسالته (أي أمانة استطيع أن أحملها فبدونها تحولت سعادتي إلى حزن) وأخرى تقول (أخرج من بيتي الساعة الرابعة فجرًا وأعود الساعة الرابعة عصرًا) وأخرى غردت (بدأت رحلة الموت.. متى نصلي الفجر في منازلنا) فهل تريد الوزارة من هذه أن تكون مبدعة ومبتكرة وهي تفكر في معاناة الطريق وفي أطفالها، وأخرى تقول إن ابنها كان يفترض أن يكون هذا العام في الصف الأول ولكنها لم تستطع إدخاله المدرسة فهي بعيدة عنه ولا يوجد من يهتم به، ومغردة غردت (أتمنى من الوزارة تروح تزور سكنات المعلمات في مقشن. بيت متهالك عثران الأبواب بلا أقفال والنوافذ متكسرة والمياه تنقطع) سلامتك ما يخلصهم يروحوا، وغردت مغردة أخرى (أول سنة لتعييني ولدى قال كلمة ما أنساها كان عمره 4 سنوات قال إذا رحتي بعيد بنكبر وما بتشوفينا وهو الآن في الصف السادس) وشو مشكلة الوزارة ومسؤوليها إذا تعذبت أنت وأبناءك كلهم وتكمل (متى يأتي اليوم اللي أشوف فيه أولادي وهم متوجهين لمدارسهم) بصراحة سؤال صعب على الوزارة ولن تجدي الجواب، وأخرى غردت(كل أسبوع ابني يصرخ في وجهي أكرهك وأكره ..... محافظة من محافظات السلطنة).
وسأكتفي بهذا أما القصص فهي كثيرة واعتذر لضيق المساحة لن أنقل أكثر من هذا ومن أراد المزيد عليه الاطلاع على هاشتاج (أزمة معلمات مغتربات) وأفيدكم يا سادة بأن الحكاية ليست وليدة اليوم إنما مر عليها سنوات وسنوات وبدل إيجاد الحلول قابلت وزارة التربية والتعليم الموضوع بالتجاهل والنكران والتطنيش وتأجيل القضية من سنة إلى أخرى للعب بعامل الوقت، وأقولها صراحة إذا كان المعلم أو المعلمة غير مستقرين نفسياً وأسرياً ووظيفيًا فلن يكون هناك تعليم للأجيال بضمير حي وسيترتب على ذلك خلل في التعليم في السنوات القادمة، واختتم بالقول إن الاحتفال بيوم المرأة العمانية يختنق لأن كان وضع المعلمات بهذا السوء فهن جزء مهم من مكونات المجتمع النسوي إذا لم يكن الأهم بينهن بحكم تشرفهن بحمل رسالة العلم والتعليم، ودمتم ودامت عمان بخير.