أوراق الرحبي.. الغربة من وجهة نظر عربية

مسقط - العمانية

 صدرت للقاص والروائي العماني محمود الرحبي رواية جديدة بعنوان "أوراق الغريب"، عن دار العين للنشر والتوزيع بالقاهرة.

وتأتي هذه الرواية بعد مرور 4 سنوات على صدور رواية "فراشات الروحاني" (2013م)، وبين هذين العملين أصدر الرحبي مجموعتين قصصيتين؛ هما: "مرعى النجوم" و"لم يكن ضحكًا فحسب"، والتي اختيرت أخيرا ضمن القائمة الطويلة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة.

وتدور الرواية في مناخها العام حول الغربة من وجهة نظر عربية، وتتحدث الشخصية الرئيسية في الرواية عن نفسها بحرية، حتى إن الكاتب تقصّد أن تظل بلا اسمٍ في سياق لعبة فنية جماعية يشترك فيها الكاتب والشخصيات معًا.

ومن أجواء الرواية: "يختلط المرح بالعمل والصراخ بالنداء. وأقف أنا وحركة الأرجل وظلال الأجساد لا تتوقف أمامي وورائي، فإلى جانب الطوابير التي تتلون أمام عيني، تتربع خلفي النافذة المطلة على صف السيارات التي يأخذ أصحابها طلباتهم جلوسًا في مقاعدهم الوثيرة، وفوق ذلك يتذمرون ويرسلون سحنات جامدة أو مقطبة تكظم غيظًا. وفي هذه الأثناء يجب أن تبلغ السرعة مداها، وأيّ تأخير معناه مزيد من الأبواق واحتقان في حركة السير وتمدد في طابور السيارات. وكان من أكثر الصعوبات التي تواجهنا -جماعة المحاسبين- برودة أعصاب بعض الزبائن وترددهم في الطلبات وتقلباتهم وتغييرهم المفاجئ لآرائهم والإلحاحات المبهمة لأطفالهم. وهناك من يردف كل ذلك بأن يسلّمني ورقة نقدية قيمتها خمسون ريالا وهو يحرك يديه في عجلة لأن الذي خَلفَهُ بدأ في إرسال زمارة استعجال. وفي هذه الحال عليّ أن أعدَّ سريعا المبلغ المتبقي له بعد أن أتدبره من أماكن سفلية في آلة المحاسبة أو من لدن زملائي المحاسبين. كل ذلك يتم بسرعة تشبه سرعة البرق والرعد مجتمعَين".

ومن الفصل نفسه المسمّى "الركوض وقوفًا": "هذا المكان كان اختبارًا حقيقيًا للصبر، ولكننا لن نعدم تحريك أسلحتنا الخفية التي تذيب الثلج؛ فنطلق نكتة ونحن في غمرة الضيق والتوتر، وعلينا -في إطار من التضامن والتآزر- أن نضحك عليها حتى وإن كانت نكتة سمجة وثقيلة. وعلينا كذلك لكي نتلمس شيئًا من شعور الانتصار، أن نلمز وننبز قدر الإمكان ونقذف الشتائم على ظهر هؤلاء الزبائن الذين يحوّلون لحظات أكلهم إلى ما يشبه حربًا نكون، نحن المحاسبين، جنودها وضحاياها في وقت واحد".

وكان الرحبي قد أصدر في الرواية "خريطة الحالم"، و"درب المسحورة" التي فازت بجائزة السلطان قابوس في نسختها الأولى (2012م).

تعليق عبر الفيس بوك