هلال الشياديّ - مسقط
يمتد ملء الماء ملء سماهُ
بالحب يفــرد للدنــا يُمنـــاهُ
في روحه الأرواح تحدث زحمة
تجري كأشــرعة بكل مـداهُ
كالبحر مرَّت في صفاء عبابهِ
سفنُ القلوب وعانقت مرساهُ
تشدو الحروف نوارسًا في جوهِ
والشعـر درٌ شَــعَّ في معــزاهُ
يُجري القصيدةَ موجةً من موجةٍ
ويظل يسري في الزمان صداهُ
كم عاشقٍ وقفوا بشاطئ جرحه
وتنفســـوا الآمـــال من فحــواهُ
تتبخر الكلمات من آهاته
كالغيم تهمي السحرَ من فصحاهُ
فإذا بها تحيي مواتَ خواطرٍ
ويرش مرْجَ الروح من سقياهُ
في مدِّه تمتد شهقةُ حكمةٍ
في جــزْره زفــراتُ ما عانـاهُ
حتى إذا عصفت رياح زمانه اضـ
ـطربت به الصفحات قدر أسَاهُ
الشاعرُ البحرُ الخضم عواطفا
تتمـــــايل الدنيـــا بموسيـــــقاهُ
تتعذب الكلمات تحت يراعه
وتبــثُّ أحــــلامَ الحيـــــاة يــداهُ
جزر الجمال تنام فوق سطوره
يرتــاح فيها الـــدهر مِن بلـــواهُ
يلقي عليه الغاضبون حصاتهم
لتصيــر مرجـــانا تــــزيّن فــاهُ
بحر تزاوره البحور بوقعها
وتقاعلـــت في موجـــها رِئتـــاه
فانساب في نسق البيان غناؤه
نفَســا يُرنمــــــه الـرضــا والآهُ
