الشورى .. ما بين ندوة رياضية أو أكاديمية التفوق

 

أحمد السلماني

جاء في سياق مقالي "22 ألف وظيفة بدوري المحترفين..تخيلوا!!" والذي لاقى صدى كبيراً لدى الوسط الرياضي والإعلامي والحمد لله ولكنه لم يلامس صدى لدى أي من المسؤولين والقائمين على الرياضة العمانية بضرورة أن ترى "أكاديمية التفوق الرياضي" والتي أعلن عنها منذ سنوات ولم تر النور ولا نرى لها أفقاً طالما أن الجهات الرسمية ليس من أولوياتها الرياضة ولم تدرك بعد العوائد الاقتصادية والثراء الذي من المُمكن تحقيقه لدى شريحة مجتمعية واسعة من مشاريع رياضية ذات جدوى اقتصادية جيدة ستنهض بها مؤسسات صغيرة ومتوسطة وقد ترقى العملية لتكون هدفاً لمشاريع استثمارية رياضية كبرى.

وبما أنه قد بدأت عديد الأكاديميات في الظهور مؤخرًا وتركيزها العالي على كرة القدم ولكنني أرى أنّها لا تمت للأكاديميات والأخيرة منها براء كونها في مساق ومجال رياضي واحد في حين أنَّ الأكاديمية إنما تعنى بكافة الرياضات ومخرجاتها على مستوى عالٍ من التأسيس الرياضي العالي ومن ثم التخصص فليس هناك من معنى لتخريج لاعب أو مدرب أو حكم أو إداري في لعبة ما وهو لا يعرف كيف يرتقي بلياقته البدنية كلاعب أو كيف يرتقي باللياقة البدنية للفريق الذي يدربه في أيّ لعبة كانت أو في قانون اللعبة أو إصابات الملاعب والإسعافات الأولية داخل الملعب والتعامل مع الإصابات بشكل أولي أو كيف يتعامل مع وسائل الإعلام وتأهيله كمحاضر قبل أن يواجه الجمهور والارتقاء بفكره الرياضي وثقافته الرياضية، هذا فضلا عن تخريج الكفاءات الفنية والإدارية الرياضية، كل هذا والكثير تنتجه الأكاديميات وبعد هذا كله بإمكاننا الحديث عن منتج رياضي قوي ومنظومة رياضية تنبئ بحضور عماني مؤثر إقليمياً وقاريًا ودوليًا.

لطالما كتبنا وتناول الإعلام قضية تطوير القطاع الرياضي" وإمكانية مساهمته في الناتج المحلي أو القيمة المضافة التي من الممكن أن تجنيها الدولة والمجتمع على المسارين الصحي والتفوق الرياضي ولكن يبدو أنَّ مؤسساتنا الرياضية (اللجنة الأولمبية والإتحادات واللجان الرياضية) عجزت عن الحضور والمنافسة إقليمياً فكان مساق صحة المجتمع طريقا سهلا لها لتطلق وبالتعاون مع مجلس الشورى ندوة "الرياضة من أجل مجتمع نشط"، هذا أقصى ما يمكن تقديمه فيما يبدو!!، ولا أعلم كيف تم الزج بمجلس الشورى في هكذا ندوات إلا إن كان هو صاحب الفكرة ومن دعا لها، وهنا نقول لقبة مجلس الشورى، طرح على أهميته ولكنه لا يرضي طموح الرياضيين إطلاقاً ولطالما عوَّل الوسط الرياضي والإعلام الرياضي تحديدا عليكم الكثير في الدفع بالمسيرة الرياضية نحو الإجادة والتفوق والضغط على الهيئات الرياضية لتقديم منتج رياضي يضع "وطن السلام والرخاء" على منصات التتويج ولكن "ستسمع لو ناديت حيا" ، فإما أن ترتقوا بطرحكم لمستوى كليات وأكاديميات رياضية تمنح منتجا رياضيا يترجم حالة الرخاء الذي تعيشه البلاد وإلا فاصمتوا.